يحيرني هذا القلب((٥٣))...بقلم الشاعر إبراهيم العمر


 يحيّرني هذا القلب - ٥٣

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يحيّرني هذا القلب ،

كيف يحيى تحت غبار النسيان !

كيف يتنفّس في هذا الدخان !

كيف يقاوم كل تلك الضغوطات !

كيف لا يتفاعل مع سموم الكراهية والغدر !

كيف لا ينبض أبدا إلا بالحب !

كيف لا يحقد من القهر !

ولا تساوره الشكوك !

ولا تعتريه رغبة في الانتقام ! .

هل هذا ضعف وتخاذل ؟

أم أنه فعلا كما يدّعي ؟!

أن القلب الذي يحب لا يمكن له أن يكره !!

ولا يمكن أن يعكس إلا الحب لكل ما يواجهه !

وأن السماء التي تحتضن الشمس

لا تعرف إلا الصفاء والشفافية والنقاء ،

وأبدا لا تستقر فيها غيوم الشتاء !

وأن أمواج البحور وغضب المحيطات،

ليس إلا حالة انفعال

وعشق المياه للصخر ،

تستعجل الصيف

والمراكب الشراعية ،

وتحمل قبلات الملائكة

على أجنحة النورس لكل العشّاق ،

كما يزرع الشتاء قبلات السماء

على الأرض بحبات المطر ،

فترفع الأرض زهورها ورياحينها في الربيع ,

تعانق الهواء ،

وتنشر العطر..

وكما يقبّل الفجر,

بحبات الندى خدود النهار

وكما ترفع الأشجار

أغصانها إلى الرب للحمد والشكر ،

تنحني وتركع بعد أن تنضج الثمار ،

كذلك ينقل النحل

قبلات الملائكة إلى ثغر الأزهار ،

ليسكب الشفاء ,

في مسدسات الشمع المهجورة,

ويداوي القلوب المقهورة،

وتوّدع النحلات مشكورة

بعدها الحياة بكل سكون ووداعة ..

بعد أن أوصلت رحيقها بكل قناعة ..

إلى الشفاه التي كساها الزمن بالمرارة .

ـــــــــــــــــــــ

إبراهيم العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...