. القيم الأخلاقية
تعد القيم الأخلاقية هي أساس قيام الحضارات وثقافات الأمم، فقد احتلت جانبا مهما في ديننا الإسلامي، وقد بين النبي (ص) أن من أسباب بعثته؛ إتمام منظومة الأخلاق، والرقي بها، ففي حديث النبي (ص) أنه قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فكان النبي (ص) أحسن الناس خلقا، وامتدحه ربه قائلا: (وإنك لعلى خلق عظيم).
إن قضايا المجتمع والتربية الفرديةوالاجتماعية وقضايا الاقتصاد، لا تباشر إلا من خلال المنظور الأخلاقي، حيث تتداخل القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية لتكون منظومة لتنمية المجتمع وتحقيق التقدم، لأن القيم الأخلاقية كانت دوما أمرا مطلقا في كل من سلوك الفرد والمجتمع.
إن الأخلاق لها أثر كبير في تنمية سلوك الفرد والمجتمع، لما تزرعه في نفوسنا من رحمة وصدق وعدل وأمانة وعفة وتعاون وتكافل وإخلاص وتواضع وألفة … وغير ذلك من القيم الحميدة والأخلاق التي تدفع الفرد إلى اتخاذ مواقف إيجابية والمبادرة لتحقيق النفع الخاص قبل العام.
إن الإنسان خلق لعمارة الأرض وحسن السير فيها، ليكون خليفة الله في الأرض، فالدين الإسلامي يدعو إلى الجمع بين علومي الدين والدنيا، كمنطلق علمي وأساس حضاري للرقي بالمجتمع، باعتبار كل واحد منهما يشكل نسقا معرفيا ومنهجيا للقراءة الصحيحة، لبيان التفاعل المطلق مع الواقع الإنساني لبناء نظريات تكاملية تجمع بين الفكر العلمي والفكر القيمي الأخلاقي لمعالجة قضايا الإنسان المتعددة ذلك لبناء حضارات راشدة.
إن الحضارة هي التي تلد منتجاتها، وإن الذي يكرس منتجات الحضارة لا يصنع حضارة ولا يمكن أن يصنعها، فإنه من السخف أن ننشئ حضارة بشراء منتجات حضارات أخرى، أو التقليد الأعمى لشعوب أخرى، فصناعة الحضارة تنطلق من الذات. فهي عبارة عن مجموعة من العلائق بين المجال الحيوي حيث ينشأ ويتقوى هيكلها، وبين المجال الفكري حيث تولد وتنمو روحها، وهي تقوم على تجربة مخططة منبثقة من الواقع الاجتماعي وخاضعة لمناهج علمية مستفادة من الدراسات والتجارب السابقة والتي مر بها الواقع الإنساني.
سألت انديرا غاندي والدها
ماذا يحدث في الحرب؟
رد والدها عليها : - ينهار التعليم والاقتصاد.
قالت : -
وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟
أجابها والدها : - تنهار الأخلاق.
قالت : - وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق !؟
رد عليها بمنتهى الحكمة : - وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟
يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي الإقتصادي الترفيهي ... إلا انعدام الأخلاق والسبب : -
أنه يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة !
☝️— من مذكرات "انديرا غاندي" 📚
لذا علينا إصلاح ضمير الفرد وبناء عقيدته العقلية بمكارم الأخلاق، فهو الطريق المستقيم لبناء المجتمع، بقيم إيجابية تعكس فعاليات بناء أخلاقي إيجابي، حيث ينجم عن الإصلاح العقلي والأخلاقي للفرد ومن ثم إصلاح المجتمعات بأسرها.
مقال من الدكتور/ توفيق عبد الله حسانين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق