قصة قصيرة جداً
الصحفي حيدر فليح الشمري
فلسطين
خرجت من تحت رداءٍ قد اطبقت حبات من الرمالِ والترابِ عليه ، كطاحونة سحقت حبات الهيلَ الهندي بدوران سكاكينها الأربعة ، التي صُفّت بهندسة على عمودهِا ، كي لا تدع احداهن تهرب بسرعة دوراتها التي تُقارب الألف في بضع ثوانٍ ، رأت نورَ الشمس وهو يضربُ باشعتهِ سواد ليلة دهماء ، بضياءِ ضوء باهت يشقُ ظلمتهُ باستحياء ، جلست كخارطة القمر التي يختلف الناس في وصفها ، هل هي ل أرنب أم انعكاس لقارات الأرض على سطحه ، تتأمل فرج أو أمنيات تراود أحلامها كل ليلة ، أصبحت رائحة الدخان والاجساد المحترقة عطر هوائها ، نظرت في كل الإتجاهات ، همست بصوت ضعيف ، ثم صرخت بصوت غليض ، لا أحد يسمعها ، رفعت الرداء وهزته بيداها واستلقت تحته من جديد ، لعل حلم من أحلامها يتحقق عما قريب ..
حيدر فليح الشمري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق