وطن في قلبي...بقلم الشاعر حسن أحمد الفلاح


 وطنٌ في قلبي 

مرَّتْ أمامَ العينِ من

أنفاسِنا سفنُ المنافي 

والرّحيلْ

وهناكَ عندَ البحرِ

أنتظرُ التّشبّثَ 

عندَ شطءٍ 

يحتسي من عشقِنا 

رملَ التّجافي 

في مزاميرِ المدى 

والأرضُ من جسدي 

تحنّي رايةَ الشّهداء 

في أرضِ الجليلْ 

وهناكَ أحيا 

كي ألاقي البحرَ 

عندَ حبيبتي 

وأنا المتيّمُ في المنافي 

عندَ أشرعةِ الثّرى 

لا شيءَ يحبسني 

هنا 

والأرضُ من شفقِ 

المرايا تهتدي للنّورِ 

كي تحيي القبيلْ

مرَّ الصّباحُ بغربتي 

وأنا هنا بينَ الأزقّةِ 

أرتدي ثوباً من الخزِّ 

القديمْ

وهنا على سفنِ المرايا 

أحتسي من خبزِنا 

قمحَ العروبةِ 

والأديمْ 

وهناكَ فوقَ الظّلِّ 

ألبسُ رايتي الحمراءَ

من لخفِ الورى 

وهنا على ثوبِ 

العروبةِ أهتدي للفجرِ 

من عتمِ الدّجى 

والفجرُ من رمدِ 

المنافي يرتدي

ثوباً ويغزلُهُ الصّدى 

من شهوةِ الشّمسِ 

التي تحيي الجنازةَ 

والقتيلْ 

وأنا هنا لن أهتدي 

للفجرِ مع سحبٍ 

تجافيها المنايا 

من تراتيلِ الصّهيلْ 

غيمٌ هنا في ثورةِ 

البركانِ يحبسُهُ

صريرُ النّهرِ عن قمرِ 

الأجنّةِ والأصيلْ 

وهنا يمرُّ النّورُ 

من شفقِ الضّحى 

ولربّما يأتي إلى 

أقدارِنا 

نجمُ الثّريّا 

في روابي النّيلِ 

كي يحكي إلى 

الأنوارِ أسرارَ الحكايةِ 

والفصولْ 

مرَّ الصّدى من جوفِ 

مَرتِينٍ يفجّرُ 

صوتُها 

وهجَ التّحدّي 

والوصولْ 

وهناكَ يرتادُ المدى 

شكلاً جديداً للقيامةِ 

في روابي الليلِ 

من عرقِ النّخيلْ 

وأنا هنا أرمي إلى 

سفنِ الغيابِ حجارةً 

تحمي عناقيدَ الثّرى 

من شهوةِ السّفّاحِ 

والليلِ الطويلْ 

وهنا انتظرنا موجةً 

أخرى تحاكي البحرَ 

من همسِ الموانئ

والدّخيلْ 

وهنا يحاصرُنا 

الجدارْ 

وعلى رصيفِ الغربةِ 

الحمقاءَ أنتظرُ 

طوابيرَ الفواجعِ 

في الدّجى 

وأنا هنا ليلي 

يغازلُني هنا 

وعلى رصيفِ الموتِ 

أنتظرُ القطارْ 

لا لن أودّعَ غربتي 

وأنا هنا 

أرمي إلى الأنوارِ 

حبلَ الفجرِ 

كي أمشي إلى حيفا 

ويافا والدّيارْ 

أمشي هنا فوقَ الثّرى 

في عودةٍ للأرضِ 

من وهجِ الصّحاري 

والقفارْ 

وهنا سنحملُ رايةً 

للنّصرِ من دارٍ 

لدارْ 

رمقُ العروبةِ 

في مسارٍ آخرٍ 

يحمي حدودَ الأرضِ 

من غضبِ 

العذراى 

والأيامى 

والصّغارْ 

سقطَتْ طوابيرٌ 

منَ التّطبيعِ 

عندَ صمودِنا 

وهنا على أرضي 

ينادينا المدى 

هل باتَتْ الأقدارُ 

أسراراً ونارْ ؟

لا شيءَ يحبسُني 

هنا 

إلّا سلامٌ يرتدي من 

ثوبِنا جمراً يواسي 

النّورَ من صخبِ 

القدرْ 

وهنا تعانقُنا أعاصيرُ

المسارْ 

والفجرُ يغزلُ ثوبَهِ 

من خيطنا الأبديّ 

كي يحمي نوازعَ عشقِنا 

وأنا هنا أهدي إلى وطني 

سحاباً يحتسي 

من شهوةِ الأقمارِ 

خبزَ الأرضِ 

كي يحمي تجاعيدَ 

النّهارْ 

وهنا يغازلُنا رحيقُ 

الضّفّةِ الخضراءَ

من رعدٍ وبرقٍ 

يحتسي 

من شهوةِ الأقمارِ 

كي يزجي سحاباً 

يرتدي من واحةِ 

الأنوارِ أنفاسَ 

المطرْ 

وهنا أقبّلُ من ترابِ 

القدسِ فجراً 

يغتذي من واحةِ 

الشّهداء رملَ الأرضِ 

كي يحمي القمرْ 

وهنا يعانقُنا 

القدرْ

ورمادُ أرضي يرتدي 

ثوبَ الحكايةِ 

والرّوايةِ 

والحقيقةِ

واللظى 

تهدي إلى وطني 

سحاباتٍ تحنّي 

النّورَ من دمنا 

الذي ينمو على عظمِ 

المنافي 

كي نعيدَ الأرضَ 

من جمرِ الحجارةِ 

في سَقَرْ 

وهنا على شفقِ 

الغروبْ 

تحيا بلادي 

رغمَ أنفاسِ الإبادةِ 

والرّدى

وأنا هنا أبني ضريحاً 

للقيامةِ في 

الدّروبْ 

وأنا هنا

لن أرتدي ثوباً لعشّاقِ 

الجريمةِ ها هنا 

وهنا تنازعُني 

الكروبْ  

نصرٌ هنا 

واللهُ فينا سيفُهُ 

يهدي إلى الثّوّارِ 

أنفاسَ الحروبْ 

قدرٌ هنا 

فجرٌ يعانقُ ظلّنا 

والنّصرُ آتٍ 

ها هنا 

وأنا سأحيا 

في مرايا العشقِ

مع غسقٍ لليلِ يهتدي 

للفجرِ من رمقٍ 

تكفّنُهُ الخطوبْ 

ليلٌ 

ونصرٌ ها هنا 

والنّصرُ تحميهِ 

طيورُ اللهِ 

من صخبِ القيامةِ

والحروبْ 

لا لنْ يظلَّ الفجرُ 

يحملُ من هواجسِنا 

سحاباً يزدهي 

من شهوةِ الأقدارِ 

في سقمِ الموانئ 

والحقوبْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...