النزع الأخير..قصة قصيرة..الأديب/د.ناصر بحاح

 


(قِصَّةٌ قَصِّيْرَةٌ) :

-------------------------------

(النَّزْعُ الأَخِيْر) :

------------------------------------

(ناصر بحّاح) :

------------------------------------------

ما إنْ بَدَأ خَطْوَهُ المُتَثَاقلَ، مُتَوَكِئَاً عَلىٰ عَصَاهُ الصَّنبَورِي السَّمِيْك، حتىّٰ أصدَرَ هذا الأخِيْرُصَرِيْراً عَجِيْبَاً،أَلِيْمَاًً،وَأنِيْنَاً مُوْجِعَاً تَنفَطِرُ لهُ القُلُوب!!.

وحدُهُ فَقَطْ مَنْ سَمِعَ وَجَعَ العَصَا!! 

ثَمَّة صَخْرَةٌ صَلِدَةٌ صَمَّاءُ كانتْ عَلىٰ مَقْرُبَةٍ منهُ، ألقىٰ بِحِمْلِه عليها، بَارِكاً مَتْنَها! 

مَسَّدَ بحَنانٍ طاغٍ عَصَاهُ ناعِمَ المَلْمَس، وتَأملَّهُ مُشْفِقَاً عَليهِ، خَاطَبَهُ كمَنُ

ْ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ:(أعرِفُ يَارَفِيقي، أنَّهُ لَمْ يَعُدّْ بِمقْدُورِكَ أنْ تَتَحَمَّلَ مَايَنيْفُ عَنْ سّتَةِ عُقُودٍ مِنَ  الصَبْرِ،والشَّقَاءِ والعَنَاء قَريْبِ الشَّبَهِ بصَبْرِ الصَّادِقِيْنَ الصِّدِّيقِيّن، بَلْ ومُعَانَاةِ الأَصفِيَاءْ!!. 

تَرَجّلَ عَنِ الصَخْرِةِ التي تَمَلمَلتْ هي الأُخرَىٰ مِنْ حَمْلِهِ ،قَامَ عَنْهَا قَبْلَ أنْ تَتَنَاثَرَ أشْلَاءً في أشْلَاء!!

عَلىٰ بَقَايَاجِدارٍ مُتَهَالِكٍ تَهَالَكَ الرَّجُلُ، ووَسَّدَ عَصَاهُ التُّرَاب، وأسنَدَ ظَهْرَهُ إلىٰ  ذلِكم الجِدَار

جَالَ بَصَرُهُ المَكَان، قَرَأ بِعِينِيِّهِ المُجْهَدَتَيْن:(مَقْبَرَة القَطِيْع)! 

رَسَمَ علىٰ شَفَتيّهِ إبْتِسَامَةً حَزِيْنَةً،لكنْ هَازِئَة!!

لمْ يَدْرِ كَمْ مِنَ الوَقْتِ مَضىٰ، وهوعَلىٰ هٰذهِ الحَالَة، كَتَبَ فِيْ سَّرهِ قَصِيْدَتَهُ الأخِيْرَةَ، التي لَنْ يَقْرَأهَا أحَد!!

بِمَا تَبَقىٰ لهُ مِنْ نَفَسٍ هَزِيْل عَبَّ هَواءً لاطَعْمَ، لالَونَ، لارَائِحَةَ لَه! 

ثُمَّ أطبَقَ عَيِنِيّهِ فانْهَارَ عَلِيهِ مَاتَبَقىٰ مِنْ جِدَارِ المَقْبَرَة!!.

(ناصر بحّاح-عدن-).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...