تنقيبات
محمد حسام الدين دويدري
_____________
ذات ليلة
كنت أجثو في الزوايا
عند سور الصمت أنبش في رماد الذكرياتْ
باحثاً عن طيف وهمٍ
ينقذ الفهم الذي كونته
عن كلّ من صاغوا الحكايا
في القرون الشامخات
بعد أن أصبحت أحثو كلّ ما قد لقنوني
حينما كنت صغيراً
بين أصقاع الشتات
باحثاً عن نور صدقٍ
وانطلاقات الثقاةْ
عن صدى أصوات من صالوا وجالوا
بين قاعات البلاط
وبين ساحات الصراع
وبين أكواب أريقت في شفاه الغانيات
عن أغانٍ ردّدتها جوقة العجز المنافق
في القصور الفارهات
عن قراطيس المديح
وعن سطور دُبّجت زوراً
تزين صفحة التاريخ وهماً بالصمود وبالثبات
عن صدى وقع السنابك
في التواءات المسالك
بين حمحمة ...وقعقعة.... وصلصلةٍ...
وصبرٍ .... وانغلاقٍ.... وانفتاحٍ... وانفلات
فتراءى وجه فرعون... وكسرى
وتراءت لي قفارٌ.... وصخورٌ في جبالٌ تتعرّى
وسهولٌ لامست كفّ الندى
فاستوثقت قلباً وفكرا
ودروبٌ في المدى كم أنبتت عسراً ويسرا
وطوت ظلماً وقهرا
وتراءت لي عيون شفّها الدمع
وتاهت في رماد الأمنيات
وشفاه ضاقت القهر فراحت تستغيث بكلّ آت
وتقول لكلّ من ساروا وثاروا:
حسبكم.. أغنوا الحياة
إنه التاج المرصّع بالدماء.... وبالجواهر
لم يزل يطغى بريقاً
عابراً نهر الحياة
عابراً تلك السطور
فجلّها صيغت بأيدي القوّة الحمقاء تطغى
بين أنفاس الخداعِ
وفي لهيف المغريات
....:....
١٣ / ٦ / ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق