يبلغ المرء بنيته مالا يبلغه بعلمه...بقلم الاديب سليمان سعدون

المَقصد الذي نَعيش لأجله قد يَتَحقق رؤيا العين و قد لا يَتحقَّق، لكن كرم اللَّه و عدله جعل مَبلغ المَقَاصد و قبولها بصدقِ النِّيَة و الإخلاص فيها ( يَبلغ المَرءُ بِنيتِه ما لا يبلغه بعلمه)، و قد يَبلغُ الرجل مِنَّا مبلغًا يُحسَدُ عليه من العِلم أو الوَرَع أو الخُلُق لكنَّه لم يُغَربِل نيَّتَه من شوائب المُراءات أو النِّفاق أو الأنانية فيُحبَط عَمَله، و قد يَجهدُ الرجل و يَكِدُ و يَجِد و يَصدُق لكنَّهُ لا يَرَى لنفسه أثرًا عَينيًا من النجاح، و من الأنبياء من لم يَتبَعهم إلَّا الرَهط أو الرَهطين، و من الأنبياء و الدُعاة من كان أبناؤهم و زوجاتهم من أعصى العُصاة... و هذا ليس دليلا على عدم التوفيق بل الأصل أن يُقدِّم الإنسان وظيفته و النتيجة يعلمها الله.

كل من لم يَفهم مَقصد خَلقه لم تأتي فيه صِفة الصبر أو القَناعة فيَعمَدُ إلى شراء المُلك أو المَكانة أو السُمعة أو المَنصب أو النَّجاح.. بالوسائل المُلتوية و الحيلة و المُباهات... و من هنا يكون قد تَخطَّى حَيِّزًا كبيرا من التَدَّرج و التكوين في حياته و في مَناقب الشَدائد التي تَشحدُه و تُمَرِّسه إلى فهم المَقاصد قَبلَ أن يَندفع و يُقْدِمْ على الخَطأ.

_____ بقلم/ سعدون سليمان ____

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...