رحلة لا مرئية
قصص قصيرة أبحرت داخل عقولنا
المكان مدرستك
الزمان تتلاطم أمواج هذه الاسئلة في كل زمان على دكة المكان
الدرس الأول / المادة التاريخ
————————————-
لقد أخذ سؤالك الكثير مِن الوقت ، وقد تباينت إجاباتنا بين الحقيقة الملموسة آلتي انزلتها علينا الكتب السماوية ، والحقيقة الخيالية آلتي ينسجها خيالنا في عمق التاريخ السحيق ؛ لعجز الدليل المادي على إيجادها ؛ فترانا نقتبس إجابة مع كل قفزة علم جديدة !
أحييكم على هذا المدخل الجميل!
نعم خلق أدم هو أعجاز من الخالق
دعنا نتبحر في حلولكم
أجيزك لاحقًا بعد الاستماع إلى إجابات زملائي !
ماذا عنك ؟
طغت على إجابتي لغتنا الأم في تعريفها لأديم الأرض آلتي منها أخذت كلمة أدم ، إي صبغة مزاجية ذرات التراب في خلقه ، ومنها نستخلص عددٍ من الأوادم الا محدود ؛ فلا يمكن لنفس الأدم أن يلد الأبيض من الأسود والعكس سواء ، على أعتبار الخلق الأولي جاء منه ؛ سيق بالكثير من إخواننا الأفارقة للعيش القسري في الحقب الظلامية وسط القارة الأوربية ، ومع تلاطم أمواج الزمان على مكانية العينة الأفريقية من ثلوج وأعاصير وامطار ورياح على السهول والجبال والوديان خلال الف عام ؛ فلم تغير من لون بشرته آلتي اصبغت من قبل من ذرات أديم ذاك التراب !
أمًا بالنسبة لي ذهبت إجابتي إلى القفز على التاريخ نفسه
كيف نصب خليفة في مكان لا يوجد فيه خلقًا مشابه له ؛ أنت مدير مدرسة عينت مديرًا على ملاك دائم من مدرسين
؛ فلو لم يكن عندك كادر دراسي ولا منهج ! فكيف تدير كلمة ( مدير ) إدارة المدرسة عَلى أقل تعبير ؟
إجابتي إنا استخلصتها من الأولى والثانية
هناك عدد لا منتهي مِن الأدمين على شرط جزئية الزمان في محدودية المكان ؛ إي أدم شعوب اليابان والصين وما شابهها من مناطق قريبه منهم مختلف تمامًا عن أدم البرازيل والارجنتين وما شابهها من مناطق قريبه !
أقصى الغرب مع أدنى الشرق تتبادل مسارح الأرض ؛ مدى الدهر ظن أدم ذي الشعر الأجعد والملامح الداكنه إنه الوحيد الذي يعيش على هذه البقعة الزمكانية ولا يوجد غيرة !
عن نفسي ذهبت مع اختزالية الزمن في عقلنا الباطن !
ذكر لنا خلق أدم ودب عَلى الحياة من العدم ، ولكن هناك فترات زمنية متسلسلة صنعته على ماهو عليه !
لا أقول أني غير مؤمن بوجود الخالق ولكن لكل سبب سببيته الذي جاء منها وهذا لا يقلل مِن عظمة الصانع !
العلم الحديث أخبرنا إن لكل خلق مراحل تشكل منها من خلية ونواة وتطورت عبر الأزمان إلى حيوانات تشاركنا الحياة في دوراتنا وهذه نقلتها الازمنه من عصر إلى عصر آخر ؛ ففي كل عصر درجات حرارة معينة ومناخه مناسب آلتي تفرض عليه ؛ بسبب تسارع دوران الأرض ضمن محيطها الشمسي مع اصطفاف الكواكب ، يتخذ شكل معين كي يعيش زمنه إلى أن وصلنا زمن الكمال هنا ؛ فنشاهد عظمة صنع طائر يطير بإتقان ، غزال يقفز برشاقة وإنسان يفكر بذكاء !
ولكن لي رأيًا مغاير تمامًا
كمالية دقة الصنعة ليست وليدة التجربة ؛ وكأنها طبقت من قبلت ؛ حتى عبرت هفوات الوقوع في الخطيئة من غير وعي ، ألهمنا بعمل الخير مع حواس محكمة الصنعة لا تقبل الخطأ ولو بجزئية من المليون عند مقياس الصانع!
وهذا يقودنا إلى أن العينة قد طبقت من قبل في غير كواكب أو حتى مجرات !
وأدمنا اليوم هو سليل تلك التجارب آلتي قفزت به إلى واقعيتنا اليومية آلتي نعيشها .
كما وعدتك أجيزك لاحقًا
جميع ما تبحر فيه زملائي الأعزاء صحيح ومنطقي
ولكن أريد لأدمنا أسمر البشرة أن يخلف الأرض في قياسات وضعها الخالق منها وسطية المكان المنتصف بين الشرق والغرب والجنوب والشمال .
من جانبه الفيزيائية قريب لجميع الأوادم ومكانه الجغرافي وسيط الأماكن !
لا أعرف ما تحتويه وسطية الأرض المنبسطة من معادن وعناصر قومته سيد الأوادم عليها ؛ فلم يناط لأدم أدنى الشرق ولا أدم أقصى الغرب بالريادة !
فقد إلهم بالكثر والكثير ؛ فمنها الرسل والأنبياء من جذره ، الكتب والصحف تتلى عليه !
صراع الإمبراطوريات في زمكانه على مدى العصور ، وهذا ما نحن عليها ؛ فمهمًا ابتعدنا عن منتصف وسطية الأرض نحن إليها وتستمد منها تراثنا وديننا وعقائدنا مهما أختلفت مسمياتها ، ناهيك عن التمازج بين أختلاف الأعراق تلد نتاجات قريبة في الملامح والشكل نوعًا ما من الأدم ذي الصبغة السمراء .
إجابتك قريبه ومنطقيه ولكن نطرح السؤال للقاريء لربما لديه رأي أخر.
أنتهاء الدرس الأول
إلى الملتقى مع الدرس الثاني
علاء العتابي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق