الحبُّ الأعمى
كم أصبني الرُمح من عينيِّ ريم
أعشق النظرات في ليل الخريف
أذكر اللمس القريب و استهيب
ملمس الجمرِ على صمتي المُخيف
وسط ليلٍ مطبقٍ يعلو العِواء
من صفيرٍ صرصراتٍ و صفيف
أرغمُ الأيام وحدي واقفٌ
في صروفِ القهرِ طودًا و مُنيف
لا أبالي نصف جسمي مرتمٍ
نصفه الثاني عَلا سطحَ الرصيف
فوق هذا أرسم المبسم ورودا
لا ورودٍ فوق قبرٍ كي أزيف
مثل أسرابِ القواطر حين مرت
في ظَلالٍ يشبهَ الظَِلَ الخفيف
لا أراهُ : في معايير السواد
و يراني مضرمُ العينين عِيف
إن أطلَّت أوحشتني أنستي
عبراتي في خدودي كالنزيف
مَصرع الصوتِ العَرِمْ ، في مسمعي
كم بكيتُ - و أناحوا للرغيف
يوم قالوا إنما نَوحي شحيحُ
هذا حبي لن يقاسمْني اللفيف
في تباكٍ يتضوّر حين يشبع
يدّعِي بعض العمى أو كالكفيف
أخرقٌ أو ربما من ضعفهِ
ليس ضدًا حين يبدو لي ضعيف
وضعهم كان مثالي في الجموع
طبعهم شينٌ و عافٌ يا حصيف
إنه النَقصَ المهول المستزيد
أستزاد العِيْرَ صاعًا من طفيف
و سط كهفٍ قد تخفى وجهَ غُوْل
مثل بصقٍ في رواقٍ و مَجيف
أغدقُ العينين باع الزُخرفات
مخضراتِ اللون يجبين النصيف
و النصيف الحبَّ أعمى لا يَرينَ
فاقتي أسخى جوادً و عفيف
يقتدي الطهر رسولًا و عفاف
كم ضريرٍ و غريبٍ و شريف
يستظل الحرف عندي من لهيبِ
هكذا خطِّي يزيدُ المستظيف
هكذا شمسي ربيعًا تستزين
في خريفٍ و شتاءٍ و مصيف
ليس يخشى البؤس بأسًا إن يررم
حين يمسي السبعُ ضبعًا لا يخيف
من يقد الرأس إلا خالقًا
أنهُ - ربٌّ رحيمٌ و لطيف
قلمي / مروان سيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق