سلوا لغتي.. بقلم الشاعر المتألق/محمد الدبلي الفاطمي

يسرّني اليوم أنْ أتحدّث وبجرأةٍ عن واقع تعليمنا وما تعاني منه مدارسنا وجامعاتنا وأجهزة منظوماتها.وكلُّنا نعلمُ وبشكل ملْموسٍ مدى تخلُّف مناهجنا في هذا السّياق.مازلنا نترقّبُ البركة تنزلُ من السّماءِ والسّماءُ لا تُمْطرُ لا ذهباً ولا فضّة.والأخطرُ من كلِّ هذا أنّ لغة تواصلنا انقلبت في مجملها إلى لغْوِ ليس إلاّ.وهذا الحالُ أثّر وبشكلٍ فظيعٍ على ثقافة شعوبنا وعلى مسالك تفكيرنا ممّا أدّى إلى ضُعْفٍ كبيرٍ في بنياتِ تفكيرِ شعوبنا وهو ما أعاق نُهوضنا وتركات قصعةً ظلّ يتكالب عليها الأعداء منذ قرونٍ خلتْ.

إنّ واقعنا التعليمي في طريقه إلى الإفلاس بعدما تبيّن أنّ مُواكَبتنا للعصر لم تعدْ في المُتناول .ذلك أنّ المدرسة في الوطن العربي لمْ تَعُدْ تُخَرّج من فصولها إلاّ العاطلين .وهذا مردُّهُ بطبيعة الحال إلى ما يُروّجُ في مناهجها وبرامجها ومقرّراتها أضف إلى ذلك التّدني الذي يعاني منه السواد الأعظم من رجال ونساء التعليم.كلُّ هذه العواملِ ساهمتْ ومازالتْ تساهم في تخرُّج الملايين من قطعان العاطلين مع أنّ فرص التشغيل المطلوبة لا تماشي مستوى التكوين لدى الخرّيجين العاطلين عن العمل.وأكيدٌ أنّ هذه الإختلالات أثّرت وبشكلٍ سلبي على الأوضاع الثقافية والإجتماعية للمواطين الأمرُ الذي ضاعف من الإنقلابات والثورات والعصيان المدني في معظم شعوبنا العربية.

إنّ دمقرطة الحياة العامة يُعْتبر جزءا كبيراً من إصلاح التعليم .وما لمْ توجدْ إرادةٌ سياسية بالدرجة الأولى لإصلاح التعليم لن يتحقّق هذا المطلب الأساس. وقصيدتي هذه تصبُّ في نفس المنحى. 

سلوا لغتي 

أحبّك أنت إن أنت استجبت***وعنّي في الهوى فعلا ســــألت

وإن أنت اقتنعت بغير حبّي***فإنّي في الـــــــهوى أهواك أنت

عشقت بهاءك الأخّاذ لمّا***رأيتك في الصّبــــــاح وكيف كنت

رأيتك شمعة تبكي اللّيالي***ومن أنوارها انبعـــــــــثت حياتي

فقلت لعلّها فقدت عزيزا***بهجرته إلى دنيا الــــــــــــممـــــات

////

وجدتك في الصّبا فردوس ربّي***وجنّة خاطـــري وأريج حبّي

رأيت بك الحياة قد استحالت***إلى نور أضـــــاء ظلام قلـــبي

وفي أدب الحضارة كنت أحيا***وأنت رفيقتــــي وضياء دربي

أتيتك في الصّبا ظفلا صغيرا***لأقرأ بالـــــــحروف كلام ربّي

فيا لغة الكتاب أسرت حبّي***وكنت أمـــــــــــيرة دوما بقربي

////

أنا لا أستطيع العيش حيّا***وفــــــــقهك بيننا قد صـــــار غيّا

تعلّمك الصّــــغار بلا ابتكار***فكان تعـــــــــلّما باللّغـــــو عيّا

وفي إعراب فقه النّحو أضحوا***كسالى لا لهم في الفـهم ريّا

يئنّ الضّاد تحت الجهل نطقا***لأنّ الفهم قد أمسى عصيّــــــا

وكيف سأستطيع النّوم ليلا***وليلي قد غدا ليلا شقيّـــــــــــــا

////

أحبّك أنت يا لغة الجمال***ففيك الذّكر ينضح بالكــــــــــــمال

وسعت كتاب ربّ العالمين***بعلم قد تقدّس بالـــــــــــــجـلال

وفي كلّ العصور تركت مجدا***أضاء الكون فاخترق اللّيـالي

بيانك لو ينافس نور شمس***تجاوزها بنورك في الجـــــــمال

وليس النّور كالظّــــلماء كلاّ***وقول الحقّ أقوى في الــجدال

////

سلوا لغتي متى يأتي الرّبيع؟***متى الأنباء ينشرها المــذيع؟

نفكّـــر في الزّعيم بلا حدود***وكم يشتاق عـــنترة الجـــميع

رمانا الجبن بالإذلال حتّى***غدونا أمّة لا تستطــــــــــــــيع

نبرّر عجزنا بالسّلم دوما***ونحن لأمرهم دوما نطيـــــــــــع

كأنّ شعوبنا انهزمت فنامت***وحلّ بأهلها النّكد الــــــــمريع

////

بكينا في بلاد المسلمينا***بفعل تكالب المتســــــــــــــــلّطينا

كأنّ شريعة الإسلام غابت***فأظلم سعــــــــــــينا أدبا ودينا

وقد كثرت ذئاب الغاب فينا***فساد النّهب أرض المســـلمينا

ونحن كما ترانا في انحطاط***نعربد فوق جهل الجــاهلينـــا

نقبّل في الأكفّ وفي النّعال***ونقبل بالتّـــــــــــسلّط أجمعينا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...