رحلة عمر!.. بقلم الشاعر/علي سعيد بازميطة

 ■  رِحْلَة عُمُر ! ..


          ( تحيّة مُهداة إلى كُلِّ مُرَبٍّ بمناسبة العودة المدرسية )


      رائعةٌ هي اللحظات الحميميّة التي تجمع على الصّفاء قلوبَ عُشَّاق الوفاء ..

      جميلةٌ سُوَيْعَاتٌ تمُرُّ ، وأداءُ الواجب حافزُ الذَّات ، ودافعها

للصّبر والإيثار .

      هو الحَقُّ ، لا خوْفَ فيه !

      وتونسُ في القلب نَبْضٌ 

      إلى المجد يرنو كما الفَرقَدُ ..

      هو العزمُ والحزمُ ،

      هو الجهاد مدى العمر رمز النّفوس الكبيرة ..

      هو الحلم والأنتصار لِنَيْلِ المُنَى

      بِذَاتٍ تَجِدُّ ،

      ونَفْسٍ تَكِدُّ ،

      وترنو إلى الأُفْقِ بالنّصر تَشْدُو .

      طافحٌ بالوجْدِ يبقى قلبُ عَشَّاق اجتهاد ،

      والوفَا إخلاص روحٍ 

      تكسو بالنّور صباحا ..

      تمتطي الحُلْمَ جناحا ..

      وتُغنّي لحنها الرّقراق

      أمْنًا وارتِيَاحَا .

      هوَ حلمٌ دافقٌ بالوَجْدِ يرقى ،

      يرسمُ دربًا وأُفْقا ،

      وصباحًا مُشرقًا أبهى وأنقى ،

      وشعارُ الذّاتِ تحقيقُ أمانْ

      باجتهادٍ وتَفَانْ

      واسْتِبَاقٍ للزَّمَانْ .

                                       ===  *  ===


سفَرَاتٌ ..

زَفَرَاتٌ ..

مرَّتِ الأيّامُ حُبلى

والمُنَى فجرٌ تبسَّمْ ،

تَعَبٌ تلك السّنون ،

حُلْوَةٌ والعُمْرُ جُهْدٌ 

مُرَّةٌ لكنْ جميله .


أيّهذا المُبحرُ في اليمِّ عِشْقَا

وعروسُ البحر ترنو ،

ولكَ تشدو حنينا .

في احتراقٍ واختراقٍ

مركَبُ الرُّبَّانِ يسعى

نحو مرسى ملجأً للحالمين .

المدى حِضْنٌ ، وفي الحِضْنِ عيونٌ اشْرَأَبَّتْ

لِفَتًى آتٍ وفي القلب هوى

دافق الوجدِ مُعَنَّى ،

يتمنّى ..

وبِدِفْقٍ من هواهُ

يزرَعُ الدّربَ جمالًا

وفصولًا من محبَّه .


خُذْ طَريقَكْ !

واركبِ الْوَجْدَ جناحا

وانطلِقْ نحو المدى !

فالمدى حِضْنُ تَجَلٍّ والْتِقَاء .

يا عيونًا في انتظار الرّاكب صهوةَ سَعيٍ ،

استبيحي لكِ رِحلَه !

واركبي الصَّهْوَةَ سِيحِي 

في مدى الحُبِّ الكبير ! 

سنواتٌ عطّر الحبُّ مداها

وسَقَاهَا سلسبيلًا

ورعاها ..

حتّى حان موعد الميلاد فجرًا في رُبَاهَا 

فتباهى

جيلُ علمٍ وتهادى في سماها

مثل نجمٍ يتلأْلأ .


سَيِّدِي !

في كلّ رُكْنٍ ،

في مدى العلم وفي كلّ كتاب ،

لكَ طَيْفٌ ،

لكَ اسمٌ به يشدو نَوْرَسٌ

في العالي حلَّقْ ،

وَتَعَلَّقْ

بهوى الأوطان .. يَعْشَقْ

تعبَ الأسفار والتّرحال 

من أُفْقٍ لِأُفْقِ

ودروب الرّحلة أَسْمَارٌ ..

وأَشْعَارٌ تُغَنَّى .


سَيِّدِي ..

هذا لقاء !

مَوْعِدٌ فيه التقاء ،

وحنينٌ يجمع الأحباب 

والحبُّ وُجُود ،

مؤمنٌ كلُّ حبيبٍ باجتهاد وتَفَانٍ ،

حتّى لمّا تنتهي من بعد ليل

رحلة العُمْرِ يُطِلُّ

ذلك الفجرُ الأَغَر .


لك ذاتٌ .. و صِفَاتٌ

تكتسي بالفجر نورا ،

تحلُمُ بالمجد تَاجَا ..

وَسِرَاجا ..

وسُيُولًا تغمر الدنيا ابتهاجًا

وانفراجَا .

هو حُلْمٌ ،

ولكَ أنْ تحلُم ما شئتَ دَوْمًا !

هو حُلْمٌ ،

عِشْتَ في طيّاته

يَومٌا ويَومَا .

نَشْؤُكَ رَبَّيْتَهُ للعالي يصبو 

دَافِقَ الْوَجْدِ 

كَنَارٍ لَيْسَ يَخْبُو .

أَنتَ رمزٌ للتّعالي ،

والتّسامي والفضيله ،

سوف تبقى سيِّدِي

للصَّلاح ..والهُدى .. رمزًا دليلا ! ..


            بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة 

                                    ( تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في غيابك..بقلم الشاعر د.توفيق عبدااله حسانين

 في غيابك في غيابك أحسستُ أنّه لا يأتي الربيعُ، ولا يُزهرُ الياسمين في غيابك كلُّ شيءٍ بخيرٍ باستثناءِ قلبي الذي شاخَ على أعتابِ الشوقِ والح...