*و يأتي خريف..
بقلمي:فاتن.
يمضي خريف
ويأتي خريف..
وهذا الجسد القابع هناك..
هويته ..حياته ..كنهه ..مشاعره..
اسم مسطر على مساحة
حدودها بطاقة تعريف..
يضمحل..يرتعش..
يتآكل من كل الزوايا ..
و يستنزفه يومه المكرور..
يمتصه ليله المسعور..
يحيله إلى نزيف..
تعتريه قشعريرة حياة..
ورغبة في الانبعاث..
يحاول الانفلات من خيوط شرنقة
نسجت بأظافر السنين..
ومن أغصان ورود تشابكت حوله
تمتص رحيقها
من ندى روحه..
تلون أوراقها
من دماء قلبه..
يتوسد اشواكها كلما أكله الحنين..
وعلى مشارف حياتها
يسترق رشفات شذى طائش
ماله فيه حق ولا إليه سبيل..
ايها الخريف المنبوذ..
ما أجملك..
كم أحبك..
اشتهي رياحك الهوجاء..
تململ جسدي النحيل..
تثير حفيفا لأوراق متبقيات
صفراء ذابلة
وهي تنفصل عني..
تلفظها ذاكرتي..
تغادرني إلى ما وراء الأفق البعيد..
أعشق عواصفك الرحيمة بقلبي..
تغسله من رماد الإحتراق..
وغبار الاختراق من مشاعر الزيف..
تقتلع جذورها التي أفنت منه عمرا..
وتلقي بها في العدم السحيق..
لعل الربيع اللائح
هناك..بعيدا..
في آخر النفق العميق..
يعيد معه دورة حياة..
بهوية وكنه أشد اخضرارا..
اشد توهجا..
وليس مجرد
جسم..
بإسم ..
على بطاقة تعريف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق