أضواء على خطبة الجمعة.. بقلم الأديب/حسين نصر الدين

*أضواء ٌ على خطبة الجمعة .

اعتلى المنبر اليوم الجمعة الموافق 17/09/2021 الشيخ الفاضل ، بارك الله فيه  في مسجد ِ العثمان بشارع العثمان بمنطقة حوَّلِّي بالكويت ،  وعنوان خطبة اليوم : ( الإيمان بالقدرِ خيْرِه وشرِّهِ) ..   

القدر في الإسلام حكم الله وما قدره ، وللإيمان بالقدر أهمية كبرى بين أركان الإيمان عند المسلمين حيث ورد النص في السنة النبوية على وجوب الإيمان بالقدر خيرا كان أو شراً والقدر هو تقدير الله تعالى للكائنات حسب علمه واقتضته حكمته . معنى القدر في الإسلام: ما قدره الله بعلمه وقدرته ، الله قدر كل الأشياء في سابق علمه وعلم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل أن يوجدها  فلا يحدث حدث الا بعلمه وقدرته وإرادته  .                                                القدر خيره وشره  : قدر الله كل الأشياء وخلق الخير والشر, فكلاهما بقدر الله كما يريد وقد ورد في ذلك حديث جبريل وفيه " قال فأخبرني عن الايمان قال : أن تأمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"

أهمية الإيمان بالقدر : ارتبط القدر مباشره بالايمان بالله وكونه مبنياً على المعرفة الصحيحه بالذات الالهية وأسمائه الحسنى  وصفاته الكاملة الواجبة له .                                                                                الإيمان بالقدر: هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره  وأنه الفعال لما يريد  لا يكون شئ إلا بإرادته ولا يخرج شئ عن مشيئته .                                                                                       أدلة الايمان بالقدر في الاسلام  :  وكان أمر الله قدراً مقدوراً"  ليقضي الله أمراً كان مفعولاً " وأجمع المسلمون على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره من الله  .والإيمانُ بالقدرِ هو الأصلُ السادسُ من أصولِ الإيمانِ، قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( وتؤمن بالقدر خيره وشره  ولفظُ القدرِ يُطلَقُ بمعنى التقدير، كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كتبَ الله مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السّماوات، والأرضَ بخمسين ألف سنة   تقديرُ اللهِ لمقادير الأشياء. ويُطلَقُ القَدَرُ على الشيءِ المقدَّرِ، فإذا حدثَ الآن حادثٌ للإنسان يقولُ: هذا قدرٌ، أي: هذا مُقَدَّرٌ قد قَدَّره الله، قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ  وإن أصابَك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعل .

 القضاء والقضاءُ يُطلَقُ على عدّةِ معاني، ومنها الحُكْمُ، وأمَّا القَدَرُ فهو التقديرُ.

وكلٌّ منهما يُطلَقُ على اسمِ المفعولِ، فيُطلَقُ القضاءُ على المقضيِّ، والقدرُ على المقدَّرِ، فتقولُ عن الشيءِ الواقعِ الذي حدثَ : هذا قدرُ اللهِ، وتقولُ: هذا قضاءُ اللهِ؛ أي: ما حكمَ به سبحانَه وتعالى. فالقدرُ مِثلُ القضاءِ؛ فإنه يُطلّقُ ويُرادُ به الحُكْمُ، وهو فعلُ الربِّ تعالى، ويُطلقُ ويُرادُ به المقضي، وهو ما قضاه اللهُ وشاءَه من المخلوقات، ولهذا نقولُ : هذا قضاءٌ وقدرٌ، أي: هذا أمرٌ مقضيّ مُقدَّرٌ، حَكَمَ اللهُ به، وقدَّرَه سبحانَه وتعالى . 

 النهي عن الخوض في القدر:

من الأمورِ التي حدثتْ في الأمةِ الاختلافُ في القَدَرِ؛ ولهذا جاءَ في الآثارِ النهيُ عن الخوضِ في القدرِ؛ الخوضُ يعني: الكلامُ في القدرِ. والكلامُ في القدرِ على وجوهٍ: خوضٌ في الآياتِ، ودعوى التعارضِ بينها، والجدالُ في ذلك، وكذلك الكلامُ في شبهاتِ المُثْبتينَ -الجبرية-، والنافين -القدرية المعتزلة-، وكذلك الخوضُ في سِرِّ القدرِ، كلُّ هذا من الخوضِ المذموم ِ.

أمَّا الكلامُ في القدرِ لبيانِ وجوبِ الإيمانِ به، وذِكْرِ الأدلّةِ على ذلك، وبيانِ أنَّ ذلك لا ينافي الشرعَ والأمرَ والنهيَ، وأنَّه لا بدَّ من الإيمانِ بهذا وهذا... فالخوضُ في القدرِ لبيانِ الحقِّ، ما يجبُ من الاعتقادِ؛ هذا مِنَ الكلامِ المشروعِ، ومِنَ الكلامِ في العلمِ النافعِ؛ لتحصيلِ الفرقانِ بين الحقِّ والباطلِ.

فلا يصحُّ إطلاقُ القولِ بتحريمِ الخوضِ في القدرِ، لكن إذا أُطلِقَ فالمُرادُ به: الخوضُ على غيرِ بصيرةٍ، ولا لغايةٍ شرعيّةٍ.

 معنى الخير والشر في القدر: جاء في الحديث وتؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّه لا شكَّ أنَّ المقدّراتِ المخلوقاتِ فيها خيرٌ وشرٌّ وحلوٌ ومرٌّ، فيها النِّعَمُ والمصائبُ، فيها طيّبٌ وخبيثٌ، وحسنٌ وقبيحٌ، هذه المخلوقاتُ فيها هذا التنويعُ. فإذا أُريدَ بالقَدَرِ: المقدَّرَ فهذا أمرٌ ظاهرٌ، نؤمنُ بأنَّ كلَّ الأشياءِ مُقدَّرةٌ مخلوقةٌ لله، واقعةٌ بقدرةِ اللهِ ومشيئته، لا يخرجُ شيءٌ منها عن ملكِ الله، فكلُّ ما يجري في الوجودِ من خيرٍ وشرٍّ؛ فهو بمشيئةِ اللهِ وخلقٌ لله، ومقدَّرٌ بتقديرِ اللهِ، وهو مَقضيٌّ بحُكْمِ اللهِ وقضائِه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...