رواية سبع الليالى/ الجزء الثانى/ المكتوب عام 1987الحلقة السادسة عشر
**بقلم:
********************************
*تقدير فخرى :ش .ف / ناجى عبدالسلام السنباطي
*********************************
*
رواية سبع الليالى/ الجزء الثانى/ المكتوب عام 1987الحلقة السادسة عشر
**
رواية سبع الليالى/ الجزء الثانى/ المكتوب عام 1987الحلقة السادسة عشر
******************************************
**انعقاد مجلس الصحبة: وتنصيب السلاطين والإمبراطوريين والمنح الملكية
*****************
*انعقد المجلس كما ينعقد كل يوم ، وكانت الجلسة ساخنة ، وانقسموا إلي مجموعات ...مجموعة تؤيد مرجان ، ومجموعة تؤيد شعبان ومجموعة أخرى تضحك وعرفان لا يعرف سبب هذا الانقسام ويقول يا جماعة دعونا من هذا الاختلاف ، لقد أتينا من أجل المؤانسة ، والانبهار ، والابتهاج ، ونحن علي هذا ، منذ سنوات فلم الآن الاختلاف ،مرجان علي عيني وعلي رأسي ، وأيضا شعبان ونحن نتمتع بقفشات هذا وضحكات ذاك ثم أن المنافسة بينهما تؤدي إلي مزيد من الضحك ، ويجعل كل منهما يخرج كل ما عنده ، ونرى الدرر الثمان ، ونعيش سعداء ، ألست سعيدا يا سنباري ؟!
فيرد سعيد ، وأنت يا ضياء ، ألست سعيدا ، فيرد سعيد ؟!
وأنت يا أمير يا ابن الأمرا ، ألست سعيا ، فيقول أبو السعود سعيد وحياة ربنا ، فيضيف عرفان ، إذن لماذا الهم ولماذا النكـد ؟!!
****************************************
***وأنتم أنصاري ، في هذه الليالي العتيقة ، منذ سنوات ، ونحـن نستعرض هذه الجلسات ، فنرى فيها الجديد والقديم ، أيام زمان والحاه زمان... وأيـام الحاضر وقد نستعرض المستقبل ، وكل منكم له دوره ومكانته محفوظة رغم أن الأيام فرقت بيننا حينا ، وجمعت بيننا حينا آخر ، ويذهب واحـد ، ليجيء آخر جديد ، وتكتمل الصحبة ونتعرف علي كل جديد ، ونغوص في كل قديم ، وفى كل جديد، ونشرب معا ، ونأكل معا ، وقد ينام بعضنا في منزل صاحبه ... فلا مانع فهو في بيته ، وقـد يحاور زميله ، بعيدا عن الجلسة ولا مانع ، ولكننا جميعا نفرح لكل نكتة جديدة ونصحو لكل ضحكة جديدة ، ونصفق لمن يأكل الجو !!.
***... ثم أنني لا أحب سياسة المحـاور ، فمرجان يتفق مع بعض زملائه ، لكي يشجعوه وقد يعترض واحد من شلته ثم يعـود لتشجيعه ، يعني ( موضب ) ، فريقه ، وشعبان يفعل نفس الشيء ونحن جميعا نفهم ذلك ، ونبلعها ، ومنا من نضحك ، ومنا من يتكدر ، وبعدين كلنا حبايب والحاضر يبلغ الغايب ، والغايب يجي يعتذر ، رغم أن هذه جلسة " فرفشة " وضحك وليست جلسة باكية أليمة ، وقد يحدث هذا أحيانا
***فقديما ، كنا نقرأ لكاتب ما ، فنقول لماذا هو حزين ؟!! كل كتاباته مآسي وأحزان ، ولما قرأنا له الضحكة والبسمة قلنا لماذا هو فرحان باسم سعيد؟؟!!
***.. أليس في الحياة ومشاكلها ما يكفيه ، ليعرض لها ، ويضعها أمام القراء لكي يعبر عن حياتهم بملامحها الحقيقية ، ولما جمع في كتاباته بين هذا وذاك ، قلنا أن هذا الرجل يضحك علينا ويرسم كتاباته حسب رغبتنا فيضحك من يشاء الضحك ، ويبكى من يشاء البكاء ، ولم يجد الكاتب مفرا من أن ينتحر!!!!
** فقد كان يحاول أن يعكس اهتمامات الناس ، ووجد أن هذا صعب ومستحيل فما كان منه إلا ان قرر أن يتلخص من حياته ، وفجأة وجدنا أن كتاباته ، بكل أنواعها تستحق التذوق ثم ذقناها قليلا ، ثم شربنا منها شربا فضحكنا ، وبكينا وانتشينا من الطرب ، وتألمنا من شدة الحـزن ، وجمعنا بين كل هذا وذاك ... وقلنا هكذا الحياة ، والله يرحم كاتبنا ، ثم رفعنا أيدينا بالدعوة له بالغفران ، ولم نكمل الدعوى حتي أضحكنا أحد الجالسين فقلنا له الله يكسفك ، لكل مقام مقال!!!
***************************************
*** وهكذا يا صاحبي هذه هى حياتنا ، نضحك في جلستنا ونعاني في صبحنا ، وفي مساءنا ، من أجل المعيشة ، ونأتي في ليل المساء لنفرج عن أنفسنا وننسى تعبنا وكـدنا وألمنا ومعاناتنا ، ونضحك من قلوبنا ، وهي مطوية علي ألم دفين ، فلنتصافى ، وليتعانق ، مرجان وشعبان ،
************************************
***صفق الحاضرون ، لعرفان ، وتقدم الغريمان ، فتصافحا باليد ، ثم بالأعناق ، وقلبوها ضحكا ثم قال مرجان هل تستطيع أن ترفعني من الأرض يا شعبان، فقال شعبان بسيطة قوى ، يا حبيبي هي(جت في جمل ) لقد رفعت عشرات بل آلاف بيد واحدة في الأولى ، وباليدين في الثانية !!!
أنني أرفعك وأرفع عائلتك جميعا !!! وقام شعبان بمحاولة رفع مرجان ، ولكن الأخير تعصب ، فصار كتلة من الأعصاب ، رغم أنه ليس ثقيلا ، وقام شعبان، بمحـاولة وثانية وثالثة ، دون جدوى فجلس "ينهج" وقال له ، أصل ولا مؤاخذة ، لم آكل منذ الصباح ، فأمر عرفان مظلوم وكان سعيدا أيضا بإحضار الدسم من الطعام وأخذ شعبان، يأكل وهو بدين بطبعة ، وبجسمه ، حتى احتشى تماما ، وشرب بعد ذلك ، ما بين عصير وما بين كوكا ، وما بين شاي ، ثم الحق ذلك كله بتفاحة ، وبرتقالة ، ثم قام مرة أخرى ، فقال له الجميع ، انتظر قليلا فقال لا ، الآن يمكن رفعه ، وقام مرجان وفعل نفس ما فعل " كتلة أعصاب " وحاول شعبان، دون جدوى ، مرة ثانية وثالثة ، كان العرق يتصبب منه ، وكانت العينان ، قد احمرتا ، من كثرة الانفعال والغضب ، وكانت عظامه يسمع لها صوتا بل خرج الصوت من كل مكان خافتا ، وعاليا !! دون جدوى!!!
**************************************
** فارتمي علي الأرض يلهث ، وعلق الكثيرون لا لا راحت عليك يا أبو مرجان !!... فقال أبدا وحياتي عندكم ... ( أكيد شعبان واكل بطاطه !! )
*** دخل فؤاد إبراهيم ، الى الجلسة وقال سلامو عليكم ، يا إخوة صوتكم " جايب لتحت " فحكوا له الحكاية فقال وهل تعتقد يا شعبان، أن البطاطا ، فيها سحر عجيب ؟! فرد شعبان، وهو ما زال يلهث " أمال ، أنا شيلت العشرات ، إزاي ، كنت واكل بطاطا !! فقال فؤاد ،دي (مكعة ) ولا حقيقة ، يا شعبان؟! فرد وكان قد استرد وعيـه تماما ، مفعولها أكيد ، واسأل سعـد الهواري ، أكلت منه كوزين بطاطا ، ورفعت قدامه ، عشرة بإيـد واحدة ، ولولا خلصت البطاطا ، كنت رفعت بالأيدتين مع بعض عشرين ويمكن أكثر !!!
**فضحك الجميع ، وعلق الحاضرون ، والله دي جديدة وكويسة !! وفهم الجميع أنها(مكعة جديدة ) تضاف إلي قاموس شعبان وقالوا والآن الدور عليك يا مرجان تقدر تشيله ، ترفعه لفوق ، فرد قائلا ، أنا صحيح أرفع منه ، لكني كتلة أعصاب ، وهو صحيح بدين قوى ، لكن مليان علي الفاضي زي البالون شكة واحـدة تصفيه ، فرد الجميع والله " أدي الجمل وأدي الجمال " وشجع كل فريق بطله وقام مرجان وحاول أن يلف يديه ، حول شعبان ولكنه لم يستطع بسبب بدانته ، وحاول أن يمسكه من الساقين ثم يرفعه مرة واحدة فشد أعصابه ، وبدأ يركز قوته ، ولكنه لم يستطيع رفعه ، ولكنه حركه ، قليلا ، وقـال أصل هو واكل "ظفر " يعني!!!!!
**************************************
***أمر عرفان مظلوم ، أن يحضر له ، فتة كوارع بالتوم والخل ، وجزءا من لحمة الرأس ، وكانت هذه الأكلة ، تقوى وتشد العصب ، وأتى مرجان علي كل ما فيها ، وقام وهو في شدة قوته من الأكلة وحاول أن يرفع شعبان، من على الأرض ، إلا أنه لم يستطع وقال بعد مرة وثانية وثالثة ، لابد أن أحدا يثبته في الأرض !!
*** فأبعدوا كل الحاضرين ، وأبعدت الكراسي ، والأشياء التي يمكن تثبيته بها ، وأصبحت الغرفة ساحة للصراع والتنافس ، والجميع ملتفون حول الخصمين ، وانتاب مرجان ما انتاب شعبان من قبل ، عرق شديد وأصوات عظام وأصوات أخرى !!
**وارتمي علي الأرض يلهث ، وهو متقطع الأنفاس تماما ، حتى استعاد الهـدوء ، والسكينة وقال لهما عرفان لم يستطع أن يرفع أحـد منكما الآخر ، إذن أنتما متعادلون ، فردا معا ، يبدو يا أستاذ ، أنك عزمت علينا فلم نستطع شيئا !!!!!!!!!
*** أو أن الأرض بتاعتك ، بتلعب معاك أنت أو أنها مخاوية ، أو أن الأكل فيه حاجة ، فقال لهما ، لا هذا ولا ذاك ، ومالكما الا في (( المكع فقط ))، ورد الاثنان ، ويسعدنا ذلك ، فمعه نصعد إلي الفضاء ، وننزل في باطن الأرض ، أو في أعماق البحار ، ومعه نحلق في الخيال ، وفوق المحال ، ونحقق قوة لكي يغلب أحدنا الآخر ، وضحكا ضحكة واسعة ، وقالا في نفس واحدة ، سوف نتمرن ونأكل أكلنـا ، ونلتقي علي أرض محايدة!!!
**********************************
***** ضحك الجميع ، ودار الشراب عبر المراجل البخارية ، في شكل (نارجيلة ، شيشة ، جوزة ، كاس )... وقال فؤاد إبراهيم ، كيف حال الأرض الجديدة ياسيد عرفان
***قال عرفان عال العال ، وبالمناسبة ، أرجوك أن تبلغ رسالة عبد العليم لإبنه الكبير ، عبد الحليم ، والألفي ، نسيبه ( إنه في خير ، وفي صحة ) ونادى علي مظلوم ، وقال له ، اذهب وبلغ جميع العائلات ، بسلامة رجالهم ، وأنهم في صحة جيدة ، فقام مظلوم ، وكان في جلسته بالقرب من الباب ، ولكنه في نفس الجلسة ، وانطلق إلي كل بيت يبلغهم هذه الأنباء السعيدة ، وأعـاد السؤال ، فؤاد مرة أخرى ولكن هل هي أرض طيبة بكر يعني خصبة ؟!!!
*** فقال عرفان الأرض مازالت بكرا ، وفيها من الخيرات الكثير ، ولكنها أهملت وجاري إصلاح كل شيء فيها " بالرجالة " الذين أوصلتهم ، وعـدت من عندهم منذ ساعات ، فقال فؤاد ، الله يجعلها خير عليك ، وقد أزورهم قريبا ، فإنني مسافر إلي الإسكندرية ، حيث هناك بضاعة ، سوف تصل ، و لي فيها جزءا كبيرا علي الباخرة ( ماري ) واردة من اليونان ، فرد عـرفان بضاعة إيـه ، ؟! "
****فرد فؤاد ... زيتون ، وتمباك وخلافه " ولم أحصل علي إذن الاستيراد ، إلا بعـد طلوع الروح ، فقال عرفان ، كنا نستورد من هذه البلاد ، مختلف العلوم ، ونتعلم منهم الحكمة ، والآن نستورد منهم ، الزيتـون والأمزجة ، فقال فؤاد ، ولكننا نصدر لهم ، الجبن ، والموبيليا والأحذية ، وقال عبد المنعم سعيد ، ولكن لا تنسى يا أستاذ أننا صدرنا لهم ، المعرفة مرة أخرى بكل صنوفها ، لقد فتحوا لنا الطريق ثم عدنا فصدرنا لهم علوم الحضارة الأوربية كلها الآن .
************************************
***قال عرفان ، لم نختلف ، وأضاف مرجان ما يهمنا هو المعدة وقال شعبان ، ولا ننسى أيضا معدة العقل !! فقال مرجان وكيف أنساها ، ونحن نضحك من خلالها !! ولكن انا وأنت ، نبدأ بالمعدة السفلية ، فلما نشبع ونرتوي... تشبع وترتوي ، معدة العقل !! فنصنع من أنفسنا سلاطين ، ونتسلطن ، ولكي لا تغضب ، فأنت سلطان وأنا امبراطور ، فقال شعبان تلك قسمة ظالمة ، أنا امبراطور ، وأنت سلطان ، فقال أحـد الحاضرين ، الن تنعما علينا بألقاب ، أو تمنحونا منحا سلطانية ، أو امبراطورية ، أو تخلعون علينا إمارة من الإمـارات ؟!
*** قال عـرفان ، أي والله فكرة جهنمية ولتكن المراسم الآن وقام وأحضر تاجين أحدهما سلطانية شوربة كبيرة لونها ابيض نقطة بنقطة برتقالية والأخرى برتقالية ، منقطة بنقط بيضاء ، وقام بعض الحاضرين ، بإحضار كرسيين فوتيه ونصب كل واحد منهما كرسي في مواجهة الآخر بعرض الغرفة ، وأحضر عرفان ، ملاية سرير بيضاء وملاية سرير خضراء ، وأحضر ريشتين من ريش الإوز ، كما أحضر حرامين أحدهما أبيض والآخر أخضر ، وأحضر زوجا من البلغ المفتوحة !!.
*******************************************
**قام فؤاد ، بإلباس مرجان اللون الأبيض ، من ملاية تشكل جلبابا ، ولف حوله الحرام الأبيض ووضع فوق رأسه السلطانية الأولى ولف حولها بقية الحرام ، وغمـز الريشة الأولى في ثنايا جدار السلطانية ، وجـزء الحرام ، وفعل عزت نفس الشيء مع شعبان ، في ملابس الملاية الخضراء ، والحرام الأخضر ، والسلطانية الثانية والريشة الثانية. وقد غطت الملابس المصنوعة من الملايات كل ملابسهما ، ولم يظهر منهما إلا الشكل الجديد ***وقام أبو السعـود ، بعمل مكياج للوجه ، ورسم لكل منهما شنبا ، من سناج موقد الفحم !!! عندما حضر مظلوم أمره عرفان ، أن ينادى فريال وسميرة ، وأمـره أن تلبسا كل منهن نفس اللون ، لكل من مرجان وشعبان ، على التوالي وأن يكونا الملبس من أفخر ثيابهن وذهب مظلوم لإتمام المهمة ، فتعجبت النسوة ، من كل هذا ولكنهما قامتا ففعلن ما أمرتا به ، وأرادت شربات وكانت لم تغادر بعد المنزل أن تحل مكان سميرة ، ولكن روح الحياة أخبرتها ، لا تفعلي ، فحلمى ، سافر إلي راس الخليج ، لقضاء مصلحة وسيعود ، وقد يكدرك ، فسكتت ولكنها تغلى ، وتريد أن تستمتع بكل هذا .
****************************
**قالت للسيدات أليس هناك مكان ، نتفرج منه دون أن يلاحظنا أحـد ، فقالت عفارم ، تعالى من حجرة عرفان ، وشدت معهن روح الحياة ، كما يشد الوابور ، عرباته ، فوق القضبان ، وانتهت الفتاتان من زينتهما ومظلوم واقف عليهما ويسألانه ، ما رأيك ، فيقول وحياة الشيخ المكاوي قمرين ، في ليلة 14 فيقرصانه في جانبي كتفيه كل واحدة قرصة .... ولكنها قرصة بريئة يا مضروب يا راجل يا عجوز ، فلا تطمع في اكثر من هذا ، فيقول ما زلت شابا ، " يا مفاعيص " !!
***أمرهما مظلوم بالسير علي جانبيه ، وقد غير هو الآخر جلبابه ولبس الجلباب البلدي الممتاز ذي القطان ، وفوقه البالطو الصوف الذي يفتخر به دائما ويعده للمناسبات ، وسار الموكب وكأنه والد العروستين ، وكانت الفتاتان ، في فستانين يشعان بالأضواء ، ومحفوظان لزوم مثل هذه المناسبات .
***************************************
***طرق الباب مظلوم ودخلوا إلى ساحة الغرفة المعدة ... وكان هناك بعض الآلات الموسيقية ، وكان هناك القادرون ، علي لمس أوتارها أو لمس شفاهها بالنفخ ، أو اللعب علي أسلاكها ، أو النقر علي جلدها.. فعزفت الموسيقى ، في حدود امكانياتها البسيطة وقام عرفان بالغناء ، ولأول مرة يحي حفلا خـارج الحمام !!
وهو يقول جواريك يا مولاي ، وينظر مرة إلي السلطان ، ومرة إلي الامبراطور !!!!!!!!
***قام السلطان مرجان من على كرسي العرش ، فانحنت أمامه فريال ، إنحاءة خفيفة ، فقام يلثم يدها وأمر مظلوم بإحضار كرسي آخر وقام الامبراطور شعبان بنفس الطريقة ، وانحنت سميرة بنفس الانحناء ، وأمر بكرسي وأحضر الكرسيين وكانا من نفس الصنف ومن نفس اللون المذهب ، وجلس السلطان وجاريته ، وجلس الامبراطور وجاريته ، في وقت واحـد وفي حركة واحدة وكانت الموسيقى تهز الأعماق ، وتهز الأجسـاد وكان عرفان ، قد تحرك في غنائه إلي المستوى الثاني ثم انتقل إلي المستوى الثالث ، وهو يعني أن صوته قد وصل إلي ( الفورمة ) وأحضر مظلوم مقشة من ريش النعام وأخذ يروح بها عن السلطان وعن الامبراطور.
*************************************
*ولما دخل حلمي ، وهو لا يدري ماذا يجري ، إلا أنه وجد الجميع في حالة من حالات السعادة فلم يكلمه أحد ولم يكلم أجد ، وأخذ مقشة أخري من ريش النعام ، وقام بواجبه نحو الامبراطور ، واكتفى مظلوم علي السلطان
********************************************
*** ساد الهدوء الصاخب ، وعادت الموسيقى الخفيفة ، وتوقف عرفان عن الغناء ، وقال سيدي السلطان خوفو !!! سيدي الامبراطور خفرع !!! فانبسطا أيما انبساط ، وارتخى كل منهما في كرسيه ، علامة هذا الانبساط ، ثم قالا تفضل يا عرفان ، يا صاحب السلاطين ، والامبراطوريين ، فقدم عرفان الحاضرين ، وطالب بالمنح السلطانية والمنح الامبراطورية !!!!
*** وقام كل واحد من الرعية ، بتقديم نفسه ، وتقديم خدماته للسلطانية وللإمبراطورية ، وعرض كشف أعماله ، و كان مظلوم يهمس في أذن السلطان وكان حلمي يهمس في أذن الامبراطور ، وفي نفس الوقت كانت الجارية فريال تهمس في الأذن الأخرى ، للسلطان والجارية سميرة ، تهمس في الأذن الأخرى للإمبراطور وفي النهاية قام السلطان مرجان، وأنعم علي بعض الرعايا بملابس سلطانية ، وقام الامبراطور شعبان بنفس الإنعام ، ثم جاء توزيع الامارات ، فأحضر عرفان خريطة عليها مواقع نفوذ السلطان ونفوذ الامبراطور ، وأخذ كل منهما يمنح علي الخريطة ما يشاء ، حتى انتهت الخريطة!!!!!
***************************************
*** وبقى نفرا أو أكثر فتشاجر ، السلطان مع الامبراطور ، هذا يقول لقد تعديت علي منطقتي ، والآخـر يقول له لقد تعديت أنت ولم يستطع أحد ان يرد أيا منهما ، وقام كل منهما وقد تشابكا بالأيدي ثم بالسلطانية ، فتكسرت سلطانية مرجان ، وكذلك سلطانية شعبان ، وكانتا من النوع الأثري وحزن عليهما عرفان كثيرا ,,,,ولكن الضحك كان أكبر من الحزن ، ولم ينته الشجار ، إذ هجم مرجان علي شعبان وكانت فريال معه في هجمته وقد ركبت فوق كتفيه ، وساعدته في ضرب شعبان وفعلت سميرة نفس الشيء وقد ركبت فوق كتفي شعبان ، وساعدته في ضرب مرجان ، وحاول مظلوم وحاول حلمي فك الاشتباك ، دون جدوى ثم وقع الجميع علي الأرض.. الرجلان أسفل وفوقهما المرأتان ، وفوقهما مظلوم وحلمي والجميع وعلي رأسهم عرفان يتفرجون ويضحكون ، مرة ويعزفون الموسيقى مرة أخرى
**************************************
***استمر هذا العراك حتى سمعا أصواتا مكتومة ,,,كان مرجان يصرخ الحقوني أنا لست سلطانا ، وكان شعبان يصرخ الحقوني ، أنا لست امبراطورا!!!
** فقامت فريال ، بدفع مظلوم ثم استقامت من علي الأرض تنظف وتهندس ملابسها وجرت مسرعة نحو الداخل ، وفعلت سميرة مثلها ، مثلما فعلت فريال ، إلي داخل المنزل حيث النساء يضحكن ، من فعل الرجال
**وقد أشعلت الفتانات ضحك النساء وكان صوتهن عاليا فدخلن حجرتهن ، وأخذ الفتاتان ، تستعيدان ما حدث ، والنسوة يضحكن ، ولسان حالهن يقول ، أما مرجان وشعبان" دولة ، مصيبة ،" يموتوا من الضحك "
فتقول فريال ضاحكة كله من مقالب سيدي عرفان وترد سميرة ضاحكة أيضا ، بس صوت سيدي عرفان ولا أم كلثوم ، ولا الكلام تقول أحمد رامي ، ولا الموسيقى تقول السنباطي ولا عبد الوهاب فترد روح الحياة ، وهي تهتز هزا شديدا ، كالزلازل وهل يعرف يغني فتقول سميرة ، والله حرام ، كان يطلع مطرب أحسن ، بدل شمهورش !!!!
** وتضيف عفارم ، بجد بيعرف يغني فترد سميرة ، بقلك عظمة علي عظمة ، فترد المرأتان ، في نفس واحد ، وهما تنظران لبعضهما البعض أصله من زمان مغناش معانا !!
************************************
**** وتضحكان فتضحك كل فتاة وتشاركهما القول ما هو غنوة عن غنوة تفرق!!!
*** بس نشهـد بالعشرة أنه بيغني حلو في حضور الضيوف ، ولما يكون في الحمام ... وبينما النسوة هكذا في انشراح ، وترويح عن النفس ، من هم الآلام ، والسأم والضجر وهموم الدنيا كانت الجلسة مازالت منتصبة ، داخل غرفة الجلوس ، وكان الجميع في حالة نفسية ممتازة ، بعد هذا العرض وتبارى الجميع في إعطاء الدرجات وكان الحاضرون ، أمناء في التقويم ، بعكس بعض الذين يعتقدون أنهم يمنحون ويمنعون ، طبقا لفكرهم هم ، وطبقا لمزاجهم هم ، أما هؤلاء البسطاء فقد قوموا العرض تقويما سليما
**************************************
**قال حلمي ، لقد مرحتم كأطفال ، فقال عرفان ، وماذا نريد غير هذا ، فلتكن عقولنا عقول الرجال ، ولتكن قلوبنا ، قلوب الأطفال نقاءا ، ثم أن الموازين اختلفت عن ذي قبل ، فتعالوا نضع فئات للسن ، حددوا سن الطفولة ، في جلستنا ، فقال مظلوم فنجعلها حتى العشرين ، ورد السنباري ، ولماذا لا تكون حتى الأربعين ؟! وقال مرجان فلنجعلها حتى الخمسين ؟! وقال شعبان ولماذا لا تكون الستين ؟! وقال عبد المنعم والشباب من الستين حتى السبعين وقال مختار لماذا جعلت الشباب ، فترة قصيرة ، فلنقم بتعديل لنجعل الطفولة حتى الخمسين ، والشباب من الخمسين حتى السبعين !! و الرجولة من السبعين حتى المائة ! والشيخوخة من المائة حتى الأربعين فوق المائة !!
*** فدهش الجميع وقالوا أنت متفائل يا سي مخ، فقال فؤاد ليس عجيبا أن يتم هذا ، في جلستنا ثم أن هناك شيئا أخر ، أنسيتم رجال الأزمان القديمة ، لقد عاشوا مئات السنين فرد عرفان يا جماعة الأعمار بيد الله ، ولندعو الله لنا بطول العمر والصحة والعافية ، ولنأخذ بتقويم مخ!!
**************************************
** وما دمنا في مرحلة الطفولة ولكن ليس طول الوقت فترة فقط من جلستنا حتى لا نتمادى فيها في حياتنا العملية واقترح أن يلعب مرجان ويلعب شعبان، لعبة الطفولة ، (شوفت العصفورة ) وليكن مرجان مرة هو الطفل ، وشعبان يلاعبه ، ومرة مرجان هو اللاعب ، وشعبان هو الطفل ، وبدأ مرجان يقول لشعبان شوفت العصفورة ، ولكن شعبان لم يرفع رأسه إلي أعلى ، وإنما أخفض رأسه وانكمشت رقبته ، أسفلها بحيث لا يستطيع أن يلكزه مرجان في تفاحة أدم البارزة في مقدمة رقبته ، وعبثا حاول مرجان أن يفعل ذلك ، ولم ينجح سوى مرة واحدة ، عندما قام أحد الحاضرين بمحاولة ناجحة ، لتشتيت تفكير شعبان وكان مجموع الشوط خمس مرات وبدا الدور علي شعبان ...عليه أن يلمس تفاحة آدم لدى مرجان ، وقال له شوفت العصفورة ، ولم ينظر إلي أعلى أبدا ، إلا أنه في المرة الخامسة ، قال له شوفت العصفورة ، كانت هناك فعلا عصفورة من عصافير الجنة ، جاءت علي ضوء الغرفة فلكزه شعبان في تفاحته ، وهنا قال الجميع تعادل النتيجة تعادل أيضا ،إنكما فعلا من الصعب أن يغلب واحد منكما الآخر ، فإن حرصكما الشديد ، يمنع هزيمة واحد منكما ، ويبقى بند( المكع) ، ولأنه يرجع إلي شهادة الحاضرين فمن الصعب أن تتعادلا فيه دائما ، وقد يفوز واحد منكما في دور ، ويفوز الآخر في الدور الثاني.
********************************************
***كانت الليلة من أعظم الليالي سعادة وهناءا وفلسفة ، وحكما وشربا وأكلا ن علي الجميع وحينما نظر الجميع إلي ساعاتهم قال الجميع يا خبر لقد سرقنا الوقت فلنسرع قبل أن نلقى ما لا نرضاه ، من زوجاتنا وقام كل منهم ، يبحث عن حذائه أو خفه ، وكأن كل هذا الضحك قد فر منهم ، وتعجب عرفان منهم وقال ، يا سلام يا جماعة ، إلي هـذا الحد ؟! إنهن يعرفن ، أن هذه جلستكم يوميا ، إما عندي أو في مضيفة الشيخ محمد ، فقالوا الخوف صعب يا أستـاذ ، وليس الخوف من الضرب ، فنحن لا نضرب ، فضحك عرفان وقال لهم ولا مرة في حياتكم ، فقالوا لا تفضحنا ، يا أستاذ ! أمرة واحدة يعد ضربا ، ثم أن هناك الأمـر من الضرب ، وأنت سيد العارفين ، وما لنا بعدا عنهن ولو كان دونه ، بعض التقريع حتى لو وصل الأمر إلي التهذيئ ، أليس ذلك يا جماعة ، فأشاروا ، فيما يشبه الموافقة ، وسلموا وخرجوا مسرعين وعرفان يعجب منهم ، وعليهم
*** وعاد إلي جلسته ، وقام حلمي وقال سأدخل أنام الآن ، فقد حان الرحيل صباحا ، فالح عليه عرفان أن يجلس أياما أخرى ، فقال له والمصالح من يرعاها يا سيدي ، فقال له ما دام العمل فليس لي أن أمنعك وقام عرفن وانصرف هو الآخر ، وذهب إلي حجرته وقفل علي نفسه الباب ، ولم يدع أحـدا من زوجتيه ، بينما شربات ، قد عرفت ميعاد الرحيل ، وذهبت إلي حجرة زوجها ونام مظلوم ، في حجرة الجلوس والسيدات في حجرتهن ، والأطفال والكبار من الأولاد في حجرتهن ، والقطط فوق المقاعد ، وعلي الارض وهي ما بين نائمة ، وراكضة ولاعبة طوال الليل الأخير ، وحتى تباشير الصباح.
************************************
*الساعة العاشرة صباحا ، وقد قام عرفان من نومه ، وأدى تمارينه وتناول إفطاره ، وبدأ في قراءة صحف اليوم ، وإذا به يفاجىء بصورة ليست غريبة عليه كانت صورة الشاب الكاتب المخترع ن أسامة مجدي الهاني ، وبجواره عدة صور لمخترعاته ، تصميم لاختراع ، انقاذ الطائرة عن طريق تحويلها إلي بالون تحمله مظلة كبيرة ، تفتح آليا أو يدويا ، بحجم الطائرة كلها وتصميم لنفق ذري ، للوقاية من الحروب الذرية ، عن طريق مواد عازلة ، لتغطية السطح الخارجي والمحيط بالنفق ، ويرتبط بهذا إنتاج مادة كيماوية ، لها خاصة تحييد نتاج التفجير الذري وأخطره ، أشعه جاما فتحيـد تأثيرها السيء ، ويمكن استخدامها
***وبجانب كل هذا ، حديث صحفي ، شاغل معه قام به الصحفي عباس جاهين وعرف منه أنه يشتغل الآن ، بالمركز القومي للبحوث ، وفرح له عرفان ، إنه يفرح لأي إنسان يتقدم ، خاصة ولديه ، مثل هذه الإرادة القوية ، التي لا تلين ، والتي تقاوم الصعاب ، ولم ينظر أبدا في هذه الدنيا ، أن المنافسة سوف تأخذ حق فرد من الناس ، في أي ميدان في هذه الدنيا ، أن المنافسة سوف تأخذ حق فرد من الناس ، في أي ميدان من الميادين ،
** ورأى حتى في مناقشته ، مع السيدة / نوال الحفني ، الكاتبة المعرفة ، أن بعض العاملين في مجالات الحياة المختلفة من صحافة وثقافة وتجارة وصناعة وطب وزراعة وعسكرية وسياحة ، وإعـلام وغير ذلك ينظرون نظرة غريبه ، الآخرين ذلك أنهم ينظرون إليهم من منظر المنفعة الشخصية البحتة ، ومدة العائد عليهم ومن ثم يقيمون كل فرد بهذا المنظار ومن تلك الرؤية ، وبالتالي يفتحون النار علي الوافد الجديد ، إلي أي مجال من هذه المجالات ، دون النظر إلي أن هذا الجديد عليهم لا ينظر إليهم بنفس المنظار وبنفس الرؤية ، بل أن لديه أفق رحب أن المجال متسع للجميع ولم يضع نفسه ، في وضع مقارنة مع أحـد سواء ، أكان أكبر منه أو أصفر منه ، ليس عن ترفع أو غرور وإنما عن يقين أن الدنيا ما حلفت لواحد ، وإنما للجميع وخلق التنافس ، ليبني المجتمعات وخلق الصراع ليدمر المجتمعات وخلق التعاون البناء ، للبناء المستمر ، ولكن هؤلاء البعض نظرتهم ضيقة ، وتحدهم يتكتلون تكتلا رهيبا ، دون راع وقد يكون هذا الجديد أقدم منهم ويعرفون ذلك تماما ، ولكنهم ينكرون ويدعون غير ذلك ، وفى مجالسهم الخاصة يعترفون به وفي مجالسهم العامة ، يقتلونه قتلا ويبدو أن الجميع قد فرح بهذا ، واستمر أهذا ، وإذا قاموا بهجومهم ، علي فرد من هؤلاء الداخلين ، في شعبة من هذه الشعب ، كان هجوما لا يرحم ، ولا يبقى من شيء ، إلا وجعلوه رمادا
*** وقد يكون الشخص هذا ، هو الذي يدافع عنهم ، سرا وعلانية حين يعز الكلام ، ويخشون هم حتى أنفسهم ولذا فعرفان ، يرى أن المنافسة مطلوبة ولكن الصراع ليس مطلوبا ، ويرى أن المجال يتسع للكفاءات كلها ، وليس حكرا علي أحـد ، ولا يدعى أحـدا البطولة والوطنية ، علي حساب تخوين للبعض الآخر ، لآن هؤلاء الأدعياء نعرفهم ونعرف تاريخهم ، ولهم مواقف سابقة ، كانوا فيها فئران ، والآن يعملون علي الشرفاء ، قططا .
** لقد حكي له برهان ، كم من الكفاءات حطمت ، وكم من الباحثين في كل مجال قد وئدوا ، كما البنات في العصر الجاهلي ، وقال له ، أن هؤلاء الهجامون ، لمجرد السماع أو التوجيه أو غير ذلك من التعليمات ، كانوا هم أول من صرخوا من الألم وصرخوا من الذين دفعوهم للوأد للآخرين ، والعجيب في أمر هؤلاء أن يصدر الأمر من أسيادهم أو منهم ، أو من شلتهم بقتل مواطن شريف معنويا ، وبالتالي حياته فلا ينفكون ، حتى يعتقدوا أنهم قد حققوا ما ارادوا ، وقد ينجحون ، ولكن هناك البعض الصامد ، الذي لا يلين وإن لان الحديد ويقول لهم وهو يخرج لسانه يا هذا ويا ذاك ، ويا من تدعى ، لقد حملت سيفا ، لست صاحبه ، ولا تعرف كيف تقاتل به ، وقد يجرحك ، وقد يدميك ، وقد تقتل به نفسك
***وقد يشتد في القول ،ويقول لهؤلاء.... يا أولاد الأفاعي كما قالها عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، مالكم وهذا لا أخـذ منك نعما ولا مكسبا ، ولا مغنما . ولا طلب منكم هبة أو إحسانا ، ولا كان يملك سيفا مثلكم ، يقاتل به ، ولا حمل رمحا يطعنكم به ، وتفعلون كل هذا فماذا لو كان له ، مثل مالكم ، كيف تقفون ، وكيف تدافعون وكيف تقاتلون ، ولكنه حينما يحين الجد ويحين الدفاع عن الحق ، يكون أول المدافعين ، وقد يكون عنكم ، وأنتم ضحايا ، جهلكم أو ضحايا من أعطوكم كل هذا .
*******************************
*** يقول عرفان ، ويقول برهان ، ويقول كل فاهم ، وكل واع ، وكل مطلع علي الحقيقة ، يقولون هذا وأكثر من هذا ، يقولون ، أن الكفاءات ، قد تجد لها ، طريقا وقد تفجر طريقها وقد تجرف كل الحشائش الضارة ، وتقتلعها من جذورها ، وقد قالها ، برهان حينما نشر لهذا الشاب المخترع وذلك الأديب وأخرج هذا الشاب لسانه لمن عاندوه ثم خنقوه ، ثم طردوه ، ورموه ، في بحور النسيان ، وبحور التشويهات ، أخرجه لهم جميعا فعضوا علي النواجد ، وكادت ألسنتهم تقطع وكادت أسنانهم تقع ، لقد قالها لهم وقالها للمغرضين ، وقالها لعيال من عياله اعتقدوا أنه مازال غرا ، ونسوا أنه قد بلغ في مرحلة العمر ، والخبرة ، والممارسة ،ما يستطيع أن يقول لهم ، أنه عمهم إن لم يكن جدهم ، في هذا الميدان,
*** كانت هذه الخواطر ، هي ما وردت علي ذهن عرفان ، وعلي لسانه حينما وجد كفاءة تأخذ جزءا من حقها ولو بالفشر ، واستمر يقلب في الصحف ، لم يجد جديدا وأخذ يقلب في صحيفة العهد الجديد ، فلم يجد إلا الموضوع المشار إليه ، فأخذ يتسلى بالكلمات المتقاطعة وهو يحاول أن يحلها ، معنى كلمة يمين ، معنى كلمة يسار ، معنى كلمة وسط ، ووجد أن كل ذلك ، لم يعد له معنى ، لقد تعدت الحياة هذه التسميات وهذه التقسيمات ، وآن الأوان لأن نضع مفاهيم جديدة ، من واقع الممارسة. لقد صرنا ملكيين أكثر من الملكيين ، وجمهوريين أكثر من الجمهوريين ، وانتقل مرة أخرى ، إلي كلمة مصري فوجد أن التعريف لها ، هو كل من يحمل جنسية هذا البلد ، سواء ولد به ، أو حصل عليها أو عاش علي أرضه ، وقبل هذا وبعد هذا كله ، أن يكون مواطنا مصريا ، في الفعل وفي السلوك ، ولا يعني هذا ، الفعل والسلوك ، بتأييد مطلق لكل نظام ، أو سلطة قائمة ، وإنما يعني من منطلق الوطن ذاته ، وليس أشخاصه ، ويكون تقويمهم ، من منطلق الوطن ذاته ، ويترتب علي هذا ، أن يخوض كل صعلوك ، في خصوصية ، كل مواطن وهو مصريته ، فيطعن فيها ، ويغمز فيها ، ويلمز فيها وقد يطعن في مصريته أصلا وهذا الصعلوك أو ذاك ، ما هو إلا لعبة أو دمية ، تحرك بزميلك حسبما يحركها كائنا من كان دون أن يعرف الفرق بين البطيخ والشمام ولا يعرف عن من يطعن فيه ، إلا معرفته ، أن البغل يلد دائما وأن الديك يبيض ، وأن الشمس تشرق من الغرب ، وأن أباه قد يكون أباه ، وأن أمـه قد تكون أمه ، أو غير ذلك ، من الجهل الذي يخفيه ، تحت رأسه القلقاسية .
** كانت تعريفات عرفان لاذعة في تفسير للكلمات المتقاطعة ، ووجد أنها تفتح المجال لمعرفة المعاني الشاملة والكبيرة ، وليست المعاني الضيفة ، وأنها تستمع له ، بأن يؤلف كلمات متقاطعة ، للعجزة والكسالى والمعوقين وعرف عرفان أن هؤلاء العجزة والكسالى والمعوقين ، ليسوا هـم أصحاب الإعـاقة الربانية والخلقية والناتجة من واقع الحياة ، وإنما هم من نوع آخر وهذا النوع هو أصعب أنـواع الإعـاقة ، أنه إعاقة في العقول ، تجعل الشخص منهم ، كاملا بدنيا وذهنيا ، من الناحية التشريحية ، والنفسية الظاهرة ، ولكنه في أشد حالات الإعاقة ، ذلك أنهم رغم كل هذا عاجزون ، عن الفهم ، وعن التفسير ، وعن الرؤية الصحيحة ، والمعيبة أنهم يعتبرون أنفسهم أسوياء !!
***وهؤلاء للأسف ليس لهم عـلاج ، والعكس من هؤلاء ، ما قلنا عنهم من وجهة نظر الأصحاب معوقين ، نجدهم قد انطلقوا في الحياة ، فأبدعوا وخلدوا أنفسهم ، فوق الأصحاء ، وتذكر عرفان في حله للكلمات المتقاطعة ، وفي تفسيره لها وفي توارد الأفكـار ، تذكر هيلين كيلر ، وتذكر طه حسين حينما نادوه يسخط الوزير الأعمى فقال قولته الشهيرة الحمد لله الذي جعلني أعمى حتى لا أرى وجوهكم المتربة ، وتذكر أستاذ الأدب الشعبي عبد الحميد يونس ، وتذكر عباقرة منهم ، في كافة مجالات الحياة. استمر عرفان ، يحل ويفسر الكلمات المتقاطعة ويعلق عليها ، وبينما هو علي هذه الحالة ، كان مظلوم يطرق عليه خلوته ، ويقدم له التليفون ، قائلا مكالمة خارجية يا استاذ ، وأمسك عرفان بسماعة التليفون ، وإذابه يسمع صوت الشيخ عبد العليم ، يا أستاذ ، يا أستاذ عرفان ، سامعني ، فيرد عرفان أيوه سامعك ، عاوزينك يا أستاذ ... ليه .. فيه مشاكل مع أخوات الأستاذ مدحت ... طيب أنا جاي .. جاي بكرة إن شاء الله ... شوف يا عبد العليم ... هديهم وقلهم الأستاذ جاي بكرة ... طيب .. سلام .. سلام***كانت الليلة من أعظم الليالي سعادة وهناءا وفلسفة ، وحكما وشربا وأكلا ن علي الجميع وحينما نظر الجميع إلي ساعاتهم قال الجميع يا خبر لقد سرقنا الوقت فلنسرع قبل أن نلقى ما لا نرضاه ، من زوجاتنا وقام كل منهم ، يبحث عن حذائه أو خفه ، وكأن كل هذا الضحك قد فر منهم ، وتعجب عرفان منهم وقال ، يا سلام يا جماعة ، إلي هـذا الحد ؟! إنهن يعرفن ، أن هذه جلستكم يوميا ، إما عندي أو في مضيفة الشيخ محمد ، فقالوا الخوف صعب يا أستـاذ ، وليس الخوف من الضرب ، فنحن لا نضرب ، فضحك عرفان وقال لهم ولا مرة في حياتكم ، فقالوا لا تفضحنا ، يا أستاذ ! أمرة واحدة يعد ضربا ، ثم أن هناك الأمـر من الضرب ، وأنت سيد العارفين ، وما لنا بعدا عنهن ولو كان دونه ، بعض التقريع حتى لو وصل الأمر إلي التهذيئ ، أليس ذلك يا جماعة ، فأشاروا ، فيما يشبه الموافقة ، وسلموا وخرجوا مسرعين وعرفان يعجب منهم ، وعليهم
*** وعاد إلي جلسته ، وقام حلمي وقال سأدخل أنام الآن ، فقد حان الرحيل صباحا ، فالح عليه عرفان أن يجلس أياما أخرى ، فقال له والمصالح من يرعاها يا سيدي ، فقال له ما دام العمل فليس لي أن أمنعك وقام عرفن وانصرف هو الآخر ، وذهب إلي حجرته وقفل علي نفسه الباب ، ولم يدع أحـدا من زوجتيه ، بينما شربات ، قد عرفت ميعاد الرحيل ، وذهبت إلي حجرة زوجها ونام مظلوم ، في حجرة الجلوس والسيدات في حجرتهن ، والأطفال والكبار من الأولاد في حجرتهن ، والقطط فوق المقاعد ، وعلي الارض وهي ما بين نائمة ، وراكضة ولاعبة طوال الليل الأخير ، وحتى تباشير الصباح.
************************************
*الساعة العاشرة صباحا ، وقد قام عرفان من نومه ، وأدى تمارينه وتناول إفطاره ، وبدأ في قراءة صحف اليوم ، وإذا به يفاجىء بصورة ليست غريبة عليه كانت صورة الشاب الكاتب المخترع ن أسامة مجدي الهاني ، وبجواره عدة صور لمخترعاته ، تصميم لاختراع ، انقاذ الطائرة عن طريق تحويلها إلي بالون تحمله مظلة كبيرة ، تفتح آليا أو يدويا ، بحجم الطائرة كلها وتصميم لنفق ذري ، للوقاية من الحروب الذرية ، عن طريق مواد عازلة ، لتغطية السطح الخارجي والمحيط بالنفق ، ويرتبط بهذا إنتاج مادة كيماوية ، لها خاصة تحييد نتاج التفجير الذري وأخطره ، أشعه جاما فتحيـد تأثيرها السيء ، ويمكن استخدامها
***وبجانب كل هذا ، حديث صحفي ، شاغل معه قام به الصحفي عباس جاهين وعرف منه أنه يشتغل الآن ، بالمركز القومي للبحوث ، وفرح له عرفان ، إنه يفرح لأي إنسان يتقدم ، خاصة ولديه ، مثل هذه الإرادة القوية ، التي لا تلين ، والتي تقاوم الصعاب ، ولم ينظر أبدا في هذه الدنيا ، أن المنافسة سوف تأخذ حق فرد من الناس ، في أي ميدان في هذه الدنيا ، أن المنافسة سوف تأخذ حق فرد من الناس ، في أي ميدان من الميادين ،
** ورأى حتى في مناقشته ، مع السيدة / نوال الحفني ، الكاتبة المعرفة ، أن بعض العاملين في مجالات الحياة المختلفة من صحافة وثقافة وتجارة وصناعة وطب وزراعة وعسكرية وسياحة ، وإعـلام وغير ذلك ينظرون نظرة غريبه ، الآخرين ذلك أنهم ينظرون إليهم من منظر المنفعة الشخصية البحتة ، ومدة العائد عليهم ومن ثم يقيمون كل فرد بهذا المنظار ومن تلك الرؤية ، وبالتالي يفتحون النار علي الوافد الجديد ، إلي أي مجال من هذه المجالات ، دون النظر إلي أن هذا الجديد عليهم لا ينظر إليهم بنفس المنظار وبنفس الرؤية ، بل أن لديه أفق رحب أن المجال متسع للجميع ولم يضع نفسه ، في وضع مقارنة مع أحـد سواء ، أكان أكبر منه أو أصفر منه ، ليس عن ترفع أو غرور وإنما عن يقين أن الدنيا ما حلفت لواحد ، وإنما للجميع وخلق التنافس ، ليبني المجتمعات وخلق الصراع ليدمر المجتمعات وخلق التعاون البناء ، للبناء المستمر ، ولكن هؤلاء البعض نظرتهم ضيقة ، وتحدهم يتكتلون تكتلا رهيبا ، دون راع وقد يكون هذا الجديد أقدم منهم ويعرفون ذلك تماما ، ولكنهم ينكرون ويدعون غير ذلك ، وفى مجالسهم الخاصة يعترفون به وفي مجالسهم العامة ، يقتلونه قتلا ويبدو أن الجميع قد فرح بهذا ، واستمر أهذا ، وإذا قاموا بهجومهم ، علي فرد من هؤلاء الداخلين ، في شعبة من هذه الشعب ، كان هجوما لا يرحم ، ولا يبقى من شيء ، إلا وجعلوه رمادا
*** وقد يكون الشخص هذا ، هو الذي يدافع عنهم ، سرا وعلانية حين يعز الكلام ، ويخشون هم حتى أنفسهم ولذا فعرفان ، يرى أن المنافسة مطلوبة ولكن الصراع ليس مطلوبا ، ويرى أن المجال يتسع للكفاءات كلها ، وليس حكرا علي أحـد ، ولا يدعى أحـدا البطولة والوطنية ، علي حساب تخوين للبعض الآخر ، لآن هؤلاء الأدعياء نعرفهم ونعرف تاريخهم ، ولهم مواقف سابقة ، كانوا فيها فئران ، والآن يعملون علي الشرفاء ، قططا .
** لقد حكي له برهان ، كم من الكفاءات حطمت ، وكم من الباحثين في كل مجال قد وئدوا ، كما البنات في العصر الجاهلي ، وقال له ، أن هؤلاء الهجامون ، لمجرد السماع أو التوجيه أو غير ذلك من التعليمات ، كانوا هم أول من صرخوا من الألم وصرخوا من الذين دفعوهم للوأد للآخرين ، والعجيب في أمر هؤلاء أن يصدر الأمر من أسيادهم أو منهم ، أو من شلتهم بقتل مواطن شريف معنويا ، وبالتالي حياته فلا ينفكون ، حتى يعتقدوا أنهم قد حققوا ما ارادوا ، وقد ينجحون ، ولكن هناك البعض الصامد ، الذي لا يلين وإن لان الحديد ويقول لهم وهو يخرج لسانه يا هذا ويا ذاك ، ويا من تدعى ، لقد حملت سيفا ، لست صاحبه ، ولا تعرف كيف تقاتل به ، وقد يجرحك ، وقد يدميك ، وقد تقتل به نفسك
***وقد يشتد في القول ،ويقول لهؤلاء.... يا أولاد الأفاعي كما قالها عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، مالكم وهذا لا أخـذ منك نعما ولا مكسبا ، ولا مغنما . ولا طلب منكم هبة أو إحسانا ، ولا كان يملك سيفا مثلكم ، يقاتل به ، ولا حمل رمحا يطعنكم به ، وتفعلون كل هذا فماذا لو كان له ، مثل مالكم ، كيف تقفون ، وكيف تدافعون وكيف تقاتلون ، ولكنه حينما يحين الجد ويحين الدفاع عن الحق ، يكون أول المدافعين ، وقد يكون عنكم ، وأنتم ضحايا ، جهلكم أو ضحايا من أعطوكم كل هذا .
*******************************
*** يقول عرفان ، ويقول برهان ، ويقول كل فاهم ، وكل واع ، وكل مطلع علي الحقيقة ، يقولون هذا وأكثر من هذا ، يقولون ، أن الكفاءات ، قد تجد لها ، طريقا وقد تفجر طريقها وقد تجرف كل الحشائش الضارة ، وتقتلعها من جذورها ، وقد قالها ، برهان حينما نشر لهذا الشاب المخترع وذلك الأديب وأخرج هذا الشاب لسانه لمن عاندوه ثم خنقوه ، ثم طردوه ، ورموه ، في بحور النسيان ، وبحور التشويهات ، أخرجه لهم جميعا فعضوا علي النواجد ، وكادت ألسنتهم تقطع وكادت أسنانهم تقع ، لقد قالها لهم وقالها للمغرضين ، وقالها لعيال من عياله اعتقدوا أنه مازال غرا ، ونسوا أنه قد بلغ في مرحلة العمر ، والخبرة ، والممارسة ،ما يستطيع أن يقول لهم ، أنه عمهم إن لم يكن جدهم ، في هذا الميدان,
*** كانت هذه الخواطر ، هي ما وردت علي ذهن عرفان ، وعلي لسانه حينما وجد كفاءة تأخذ جزءا من حقها ولو بالفشر ، واستمر يقلب في الصحف ، لم يجد جديدا وأخذ يقلب في صحيفة العهد الجديد ، فلم يجد إلا الموضوع المشار إليه ، فأخذ يتسلى بالكلمات المتقاطعة وهو يحاول أن يحلها ، معنى كلمة يمين ، معنى كلمة يسار ، معنى كلمة وسط ، ووجد أن كل ذلك ، لم يعد له معنى ، لقد تعدت الحياة هذه التسميات وهذه التقسيمات ، وآن الأوان لأن نضع مفاهيم جديدة ، من واقع الممارسة. لقد صرنا ملكيين أكثر من الملكيين ، وجمهوريين أكثر من الجمهوريين ، وانتقل مرة أخرى ، إلي كلمة مصري فوجد أن التعريف لها ، هو كل من يحمل جنسية هذا البلد ، سواء ولد به ، أو حصل عليها أو عاش علي أرضه ، وقبل هذا وبعد هذا كله ، أن يكون مواطنا مصريا ، في الفعل وفي السلوك ، ولا يعني هذا ، الفعل والسلوك ، بتأييد مطلق لكل نظام ، أو سلطة قائمة ، وإنما يعني من منطلق الوطن ذاته ، وليس أشخاصه ، ويكون تقويمهم ، من منطلق الوطن ذاته ، ويترتب علي هذا ، أن يخوض كل صعلوك ، في خصوصية ، كل مواطن وهو مصريته ، فيطعن فيها ، ويغمز فيها ، ويلمز فيها وقد يطعن في مصريته أصلا وهذا الصعلوك أو ذاك ، ما هو إلا لعبة أو دمية ، تحرك بزميلك حسبما يحركها كائنا من كان دون أن يعرف الفرق بين البطيخ والشمام ولا يعرف عن من يطعن فيه ، إلا معرفته ، أن البغل يلد دائما وأن الديك يبيض ، وأن الشمس تشرق من الغرب ، وأن أباه قد يكون أباه ، وأن أمـه قد تكون أمه ، أو غير ذلك ، من الجهل الذي يخفيه ، تحت رأسه القلقاسية .
** كانت تعريفات عرفان لاذعة في تفسير للكلمات المتقاطعة ، ووجد أنها تفتح المجال لمعرفة المعاني الشاملة والكبيرة ، وليست المعاني الضيفة ، وأنها تستمع له ، بأن يؤلف كلمات متقاطعة ، للعجزة والكسالى والمعوقين وعرف عرفان أن هؤلاء العجزة والكسالى والمعوقين ، ليسوا هـم أصحاب الإعـاقة الربانية والخلقية والناتجة من واقع الحياة ، وإنما هم من نوع آخر وهذا النوع هو أصعب أنـواع الإعـاقة ، أنه إعاقة في العقول ، تجعل الشخص منهم ، كاملا بدنيا وذهنيا ، من الناحية التشريحية ، والنفسية الظاهرة ، ولكنه في أشد حالات الإعاقة ، ذلك أنهم رغم كل هذا عاجزون ، عن الفهم ، وعن التفسير ، وعن الرؤية الصحيحة ، والمعيبة أنهم يعتبرون أنفسهم أسوياء !!
***وهؤلاء للأسف ليس لهم عـلاج ، والعكس من هؤلاء ، ما قلنا عنهم من وجهة نظر الأصحاب معوقين ، نجدهم قد انطلقوا في الحياة ، فأبدعوا وخلدوا أنفسهم ، فوق الأصحاء ، وتذكر عرفان في حله للكلمات المتقاطعة ، وفي تفسيره لها وفي توارد الأفكـار ، تذكر هيلين كيلر ، وتذكر طه حسين حينما نادوه يسخط الوزير الأعمى فقال قولته الشهيرة الحمد لله الذي جعلني أعمى حتى لا أرى وجوهكم المتربة ، وتذكر أستاذ الأدب الشعبي عبد الحميد يونس ، وتذكر عباقرة منهم ، في كافة مجالات الحياة. استمر عرفان ، يحل ويفسر الكلمات المتقاطعة ويعلق عليها ، وبينما هو علي هذه الحالة
*** كان مظلوم يطرق عليه خلوته ، ويقدم له التليفون ، قائلا مكالمة خارجية يا استاذ ، وأمسك عرفان بسماعة التليفون ، وإذابه يسمع صوت الشيخ عبد العليم ، يا أستاذ ، يا أستاذ عرفان ، سامعني ، فيرد عرفان أيوه سامعك ، عاوزينك يا أستاذ ... ليه .. فيه مشاكل مع أخوات الأستاذ مدحت ... طيب أنا جاي .. جاي بكرة إن شاء الله ... شوف يا عبد العليم ... هديهم وقلهم الأستاذ جاي بكرة ... طيب .. سلام .. سلام
*****************************************************
يتبع الحلقة السابعة عشر