سراب...
_________
كانت الساعة الوحدة ظهرا .مرت عليه خيالات حملها السراب .وقف لبرهة نظر خلفه .حيث تماوج السديم الملتهب.اراد ان يستوضح الامر .قال في نفسه ايعقل أن ما راه مجرد خواطر فعلا .ثم انتبه فجأة .ثمة سيارة تعبر ذلك النهر . ضحك في داخله وهو يردد أي نهر هذا وهذه الخيالات يعبر بها اللظى إلى حمم البراكين .يارب السماء .هذا النهر يشبه وجه من أحب .يقترب ويقترب ثم يذوب ويتلاشى مع السراب .هذا العذاب هل يشعر به هؤلاء الذين يسبحون الان .لكنني لا أسمع أغنيات كما كنت اسمها وأنا أتحرى دربها أين بدأ النهر يرمي لحاه على جدار بيتها . تسرع هي إلى النافذة المشرعة على القصر العتيق .تمد طرفها .كان ذلك يارب مجرد سراب.أمد لها عصاي التى أتوكىء عليها وأدافع بها على قلبي .ولي فيها مآرب أخرى .تختلس النظر إلي من تحت البرقع الوردي .ويأتي السراب مجددا يحمل فوق تموجاته فلول المتآمرين على صانعي الهوى .في تلك الساعة خالني أن السراب جاء يحمل وجهها إلى هنا ..لا شيء سوى بقايا مملكة عفى عليها الزمن ودفع عشاقها الثمن .كانت تسمى دوغة يوم عرفتها ويوم ماتت ويوم تبعث عاشقة لي ..
كان أبي يحدثني عن بقايا عمائر وطنها الغائر أسفل النهر ..
جميلة ولديها تاريخ حافل بالامنيات .هكذا كان يقول.ثم ينفض جرده بعيدا ويلتفت الي ويقول .أنظر أنا نفضت طرفي عليها .لم تعد تعني لي شيء وأدعوك أن تنساها..كيف لي ذلك وأنا الان وسط الجحيم ولا زالت عيناها تقودني .
إلتفت أمامي كانت السيارة التى ذابت مع السديم .صعدت ..إلى أعلى قبل ذلك حملت معها ربيبات الجمال من جنيات الخضراء .تجمعن الان أسفل الوادي الغويط .إرتدين البراقع الملونة وكشفن عن النهود .أطلقت جنية في عمر الزهور زغرودة انتهت برعشة مريبة .هل كان عرسان أم حفل جنائزي .ليكن بعد قليل سوف يحمل السراب ماتبقى من جمالهن ..سوف يصعد الرمات على القمم وتصعد ربيبات دوغة الجميلة وسنرى كيف عبدت الطريق فوق السحاب وبدأت السيارة تطلق أبواقها ..
ها قال في نفسه .عليا أن أواصل دربي لا شيء يترك ظلاله على هذا التماهي كل ما هنالك .سديم وسراب ..وتذكر رفيقته وصال التى رحلت عن الدنيا لكن وجهها ينظر من السماء .قالت له مرة ...لا تفاخر بنفسك كثيرا .امانيك كلها سراب .البريق الذي في عيني مجرد سراب ..فلا تصدق أدباء الحائط الذين يبثون شكواهم في كل لحظة وفي النهاية حبيباتهم يذهبن إلى النهايات المتوقعة وهم يرحلون مثل السراب .وتنهي كل ذلك بضحكات وقهقهات يكاد يسمعها الان وهو مابين الحضور والغياب ..
_________________
على غالب الترهوني
بقلمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق