**أنا بيّاع لمن يشتري**
أنا بيّاع
من يشتري حلمي
من يشتري قلمي
بلتْ لغتي
وتخشّبت ضفاف ذاكرتي
وهجرني اليأس
بئس ما صنعتُ
خيالي كان أوسع من الكون
وقلبي كان بحجم القمم المطلّلة على السّفوح
وأمانيّ تكبر كلّ يوم
وأهدافي بسيطة حدّ التساهل
أنا بيّاع
من يشتري صبري
من ينقذ ما تبقّى من عمري
الرّبيع آتٍ
والفراش تزيّن بحلّة قوس قزح
والليل فرش رداءه المخمليّ
ينتظر حبيبة لن تأتي
هي رمز الأنوثة في صفحات الأساطير
هي ذاك العطر الذي يرافق ظلّك
هي ذاك الطيف المتماهي في الغياب
وقلبي لا هو أحبّ
ولا هو تاب
أنا بيّاع
من يشتري خلواتي
وعدم خشوعي في صلواتي
وهبوب رياح السّموم في فلواتي
أناجيك يا نبضي السّاري في الوتين
أناديك في كلّ مكان وحين
يا طالع الخير في الأماسي الحزينة
يا جالب الحظ حين يشتدّ اشتياقي
أين اختفيت حين احتياجي
حزمة من الأمل
وحزمة من اليأس
وحزمة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها
وانا..
بين هذا وذاك
كالمسمار المثبّت على جدار الانتظار
خطّ رقيق يفصل بين الصّمود والانتحار
أنا بيّاع
من يشتري دفاتري القديمة
وقائمة أصدقائي الطويلة
وقهوتي الشبقيّة
ومن أحببتهنّ تباعا
ومن اقتربت منهنّ ذراعا
من يشتري .. حبيبتي
وأفكاري في السياسة
وهوسي المجنون بأعلام الرّباضة
ومفاهيم الذوق والكياسة
واندفاعي
أحيانا رغم عدم اقتناعي
هل نضجتُ؟
وأصبح الحبّ شعارا أجوف
وأفكار السياسة زيفا ونفاقا
والعالم على شساعته مجرّد حقل للألغام
أنا بيّاع
من يشتري غضبي
من يشدّ عمودي ووتدي
من يمحو أوجاعي وألمي
من يحرّرني من انتمائي
من يحقن دمائي
من يحرّر أرضي
من يصون عرضي
من ينتصر لإنسانيتي
ليس لي سوى الانتظار
أو التدلّي على حبل الانتحار
بقلمي: عبد الستار الخديمي -تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق