جمال
صباحكِ
أثملَ النسيمَ حينما لثمَ آمالك
شرعَ يذيعُ الثمالةَ في الورى
يبلغُ الأثيرَ دهشتَهُ
يهمسُ لهُ حائراً:
كيفَ لهُ أن يمشيَ حرفاً حرفاً
على حدودِ جمالكِ؟
أنتِ...
أثرتِ اللججَ في رحم ِ خضامهِ
أنتِ...
سكرٌ يدبُّ للبحرِ في نقيِّ عظامهِ
جنَّت أمواجهُ
التي راحت تلحسُ كلَّ ما يعلو صفحتها
من آياتٍ تنسجُ شباكها لصيدِ ما لكِ...
القبطانُ يسدرُ
و هو الذي تعوَّدَ أن يروِّضَ الأعاصيرَ
و يدخلها إلى حانتهِ نادلاً
تقدِّمُ نبيذهُ لكلِّ رائدٍ يرومُ أن يزيدَ في ذاتهِ رأسمالكِ
تنسلُّ نقاطهُ
لتمسِّدَ كلَّ ما لكِ من الأمارتِ
تستلُّ رموشكِ وراء النظاراتِ
تكرُّ على الفؤاد الذي رفعَ الرّايةَ بيضاءَ
يضعُ الصولجانَ في أناملكِ
تنجدُ على أطواد ...
تحضنُ وكناتِ النسور
يغوّرُ على شفاهٍ
تغفو على شطآنها همسةٌ توقظُ في النفسِ
قطعانَ رئامكِ و ظبائكِ التي يسوسها غزالكِ
ما أن عانق المدادُ رؤاكِ
انسلَّتِ الزهور إلى السطور
تناسلتِ الحروفُ الشعور
اندفعت التفعيلة إلى شطآنِ
تلبسهُا الأحاسيسُ لباساً في برد النأي
تصيغُ أقراطاً و قلائداً و خلخالكِ
تنبو و تعودُ أمواجهُ باكيةً
تسألكِ يا سيدتي العفو و الصَّفحَ
تعيا في رسمِ طقوسَ تكريمكِ
تعيا أن تزاولَ صومكِ و صلاتكِ
تعيا أن تصل جبالكِ
أنتِ آيةٌ
يشقى الشعرُ في أن يقرأ تضاريسكِ
يرتمي في حضنِ القرطاسِ مهضوض الجناج
يتوسلكِ الغفرانَ...
لا حرف ينسخُ حسنكِ...لا سيمفونية تحبلُ بجلالكِ
الياس أفرام /هولندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق