بدي أصير زبال.. بقلم الكاتبة/أماني برابيكو

 بدي أصير زبال.مقالة بقلمي أماني برابيكو..من نهفات عملي كمدرسه.

حبيت مرة اسأل طلاب صفي عن طموحن شو بدن يصيروا؟.

وطبعا تخيلت إجابات تكون بدي أكون دكتور أومهندس أو محامي.

بس مفاجاة كانت التالية .

الي بده يصير بياع بسطة جرابات.

ولي بده يشتغل ويصير برفع قواطع ولي بدها تشتغل ببيع مكياج لانه هي اصلا بتساعد ابوها بشغله.

وعلى فكرة.

الطلاب صف ثالث بحي شعبي بحلب.

ما سمعت كلمه مهندس ودكتور ومحامي غير على لسان ٣ طلاب واكسل طالب بالصف حلمه يكون قاضي😁.

طبعا انا عبسرد الي سمعته من طلابي وكلام ما بخص شي معين.

لوصلت لطالب هادي رايق فهمان عاقل اديب مرتب وقابلت امه وابوه كانهم بلبسن واسلوبن بالكلام ولا كأنهم عايشين بمنطقه شعبيه كلها طين ووسخ.

وكان جوابه وانا عبساله شو حابب تكون بالمستقبل؟.

الاجابة :زبال.

انا للوهلة أولى قلت بنفسي .

يا بنت انت سمعتي منيح؟.

بس ضحكات رفقاته وسخريتن سريعة اكدتلي سمعي.

بس كمعلمة تصرفي لازم يكون فيو عقلانية .بعيدا عن المجتمع الي تربيت فيه.

الي بحقر بعض الاعمال واولها عمل رجل النظافة.

الي لولاه لكنا عمنطلع مشاورينا وزبالة تحتنا جبال.

بس للاسف تعودنا.

نحقر كتير أعمال ولولاها لاهم واحد بهل بلد لتبهدل لولا هل طبيعه الاعمال.

وهون وقفت ضحك ولاد واستهزاءن وسالت الصبي:ليش اخترت الزبال مهنة غير كل مهن؟.

فجاوبني:قليلن لرفقاتي بلد تعبت بياعين ودكاتره ومهندسين.

بس زبالين ما فيها.

بلدي كلها وسخ.

لو هتمينا بنظافتها لا انتشرت امراض وصارت حلوة.

قرايبنا بأوربا بقلولنا شوفوا اوربا شقد حلوة ونظيفه.

سوريه شوارعها كلها وسخ.

وانا بعصب يا انسة وقت بقلونا حلب كل شوارعها وسخ.

تركوها وتعوا اوربا.

وانا بحب حلب كتير وبدي اضل فيها ولو دأصير زبال.

او عامل نظافة.

ما بتفرق معي بس ترجع بلدي حلوة.بقلولي بابا وماما شقد حلب كانت حلوة قبل ما تجي نضيفة وحلوة.

وانا بدي أكبر وأنضفها لترجع حلوة وأخلي كل مين أغترب وقال حلب شوارعها كلها وسخ وطين يندم على كلامه.........

هون عرفت نظرتي لصبي الصغير ابن التسع سنين كانت بمحلها .

كان على صغره بيعطي كبار دروس نسيانينها او متناسيها.

ومع كلامه ضلوا رفقاته يضحكوا.

فرجعت طلبت منهم الهدوء وقلت لطلابي:أوعكم تستهزؤا باي طببعه عمل ورجل النضافة اله دور كبير بهل بلد.

طلعوا على منطقتكم.

بيجي الصبح وبكنس وبنضف وبلم كلشي وسخ.

وقبل ما تضحكوا.

نحن ما منضف بيوتنا؟

نحن كلنا ما منكنس صفنا ليبقى نضيف وحلو؟.

نحن ان نضفنا بيتنا او مدرستتا او مكان عملنا.

صرنا زبالين مثلا؟.

وعامل نظافة موظف بهل بلد.مهمته اهتمام بنظافة البلد.

ورغبة رفيقكم بأنه يصبح رجل نضافة ما لها لضحكم وسخريتكم.

فجأة طلابي خجلوا بحالن واعتذروا لرفيقهم  على سخريتهم .

بس انا لو كنت معلمة ومجبورة اصحح افكار واخطاء طلابي.

قلت لطالبي:أنت تلميذ مجتهد ومن اوائل وعامل نظافة ما بدها شهادات.وانت بتقلي حابب ادرس بالجامعه يأ أنسة.

فكان جواب طالبي ألي:شهادات جامعة ما بتوقفني لانضف شوارع بلدي وابنيها كرمال ما اتركها.

انا بحب حلب كتير يا انسة😊

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...