قالت.. بقلم الشاعر/فؤاد حلبي

 قـالـَتْ

لـِمـاذا تـَقـْتـَرِبُ مـِنـّي كـَإنـْسـانٍ حـَنـونْ

وَتـَبـْتـَعـِدُ عـَنـِّي كـأنـَّنـي الـْطـاعـونْ

قـُلـْتُ

قـَدَري يـَدْفـَعـُنـي إلـَيـْكِ

وإرادَتـي تـُبـْعـِدُنـي عـَنـْكِ

مـا أقـْسـى أنْ أحـِبـُّكِ بـِلا أمـَلٍ

وَمـا أصـْعـَبَ أنْ أعـْشـَقـُكِ بـِلا رَجاءْ

قـالـَتْ

وَلـِمـاذا هـَذا الـْتـَّرَدُّدُ والـْضـَّيـاعْ ؟

قـُلـْتُ

لأنـّنـي لا أمـْلـِكُ قـَدَري

وَمـا أظـْلـَمَ الأقـْدارْ

تـَلـْهـوا بـِنـا وَتـُدْمـيـنـا

وَتـَهـْزأُ بـِنـا وَتـُعـْمـيـنـا

فـَلا نـَعـْرِفُ الـْخـَطـأَ مـِنَ الـْصـَّوابْ

قـالـَتْ

يـَقـولـونَ أنَّ الـْقـَدَرَ مـَرْصـودٌ مـِنَ الـْلـّهْ

قـُلـْتُ

حـاشـا أنْ يـَكـون الـلـَهُ ظـالـِمـاً جـَبـّارْ

وَرَحـْمـَتـُهُ مـِلْء الأرْضِ والـْسـَّمـاواتْ

لـَكـِنـَّهـا نـَوامـيـسُ سـَنـَّهـا الـْبـَشـَرْ

وَأقـاويـلٌ حـاكـَهـا الألـى خـَبـَرْ

وَخـُرَافـاتٌ سـاروا عـَلـَيـْهـا بـِلا نـَظَرْ

وَأنـا وَأنـْتِ وَكـُلُّ الـْعـاشـِقـيـنَ

أضـَاحـي فـَوْقَ مـَذابـِحِ الـْغـَدْرِ والـْضـَّرَرْ

قـالـَتْ

وَهـَلْ نـَرْضـى بـِمـا أرادوا لـَنـا خـانـِعـيـنْ ؟

قـُلـْتُ

وَهـَلْ لـَدَيـْكِ حـَلٌّ يـَقـيـنْ ؟

قـالـَتْ

دَعـْنـا نـُغـادِرُ مـَرابـِعـَهـُمْ

وَنـَبـْنـي عـالـِمـاً آخـَرْ 

نـَعـيـشُ بـِهِ هـانـِئـيـنْ

وَنـَحـْيـا بـِهِ ظـافـِريـنْ

قـُلـْتُ 

وَمـاذا عـَنِ الأهـْلِ والأقـارِبْ

قـالـَتْ 

لـَهـَمْ عـالـَمـَهـُم الـْقـَديـمْ

وَلـَنـا عـالـَمـُنـا الـْجـَديـدْ

وَيـَتـْبـَعـُنـا الـْعـُشـاقُ 

لـِيـِنـْعـَمـوا بـلا قـُيـودْ


بقلم فؤاد حلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...