الصداقة بقلم الكاتب المتألق/إسماعيل مفتاح الشريف

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/

.. الصداقة هي نعمة من أهم النعم التي أنعم الله بها علي الإنسان .. فالصديق هو كأخ وسند وكنز الأسرار ولا يمكن تعويضه بأي شئي في الحياة.

.. إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيدًا بل لابد أن يحتاج إلي غيره ويحتاج غيره له ومن أسمي العلاقات الإنسانيّة هي علاقة ( الصداقة ) فالصّديق مرآة صديقه هو الذي يُقوّم له اعوجاجه ويُبادر دومًا بالتبريكات في نجاحه ويُسارع لمشاطرته أحزانه وأفراحه ولذا قالو: (الصديق قبل الطريق) وقد أخبرنا النبي أن الجليس الصالح كالرجل الذي يحمل المسك لصاحبه وأن الصديق السّوء كنافخ الكير حيث قال: عن أَبي موسي الأَشعَرِيِّ-رضي الله عنه-: أَن النَّبِيّ-صلي الله عليه وسلّم  قَالَ: ( إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً ) متفقٌ عَلَيهِ.

.. حثنا ديننا الإسلامي علي اختيار الصديق الصالح لأن الصديق يأثر في صديقه بشكل كبير و الصديق نوعان الصالح و الفاسد لذلك حذرنا الدين الإسلامي من أصدقاء السوء و الإبتعاد عنهم  و خير دليل علي ذلك الكلام حديث رسولنا صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال: (لصديق مثل الجليس الصالح كحامل المسك و مثل الجليس السيئ كنافخ الكير).

.. إن صُحبة الصالحين والجلوس في المكان الموجودون فيه وتتبّع أخبارهم من الأمور التي تُعزز حب الخير في النفس وتزيد الرغبة في الوصول إلي ما وصلوا إليه حيث أن الصحبة الصالحة الأصحاب بالآخرة وتحثّ علي ترك الدُنيا ورغباتها كما أنها تساعد علي تقوية الهمّة والعزيمة ونظر الإنسان إلي نفسه بالنقص مقارنة بالأخيار وتنبيهه من غفلته عن بعض الأخلاق والعبادات في الحياة اليوميّة ممّا يؤدي إلي إحياء القلب وانشراح الصدر وإنارة الفكر والإقبال علي الطاعات والبعد عن المعاصي التي تغضب وجه الله فالجليس الصالح يُذكّر بالله -تعالي ومُجالسته سبب لتنزّل الرحمة والسكينة وحُضور الملائكة وتوجب الصحبة الصالحة تحصيل العلم النافع والأخلاق الحسنة والجليس السوء يحرم من ذلك كُله وتُعدّ مُجالسة الصالحين في حياتهم وقراءة أخبارهم بعد موتهم من وسائل الثبات علي الديّن والصحبة الصالحة تُصحّح مسار الشهوات وتضبطها بضوابط الشرع الصحيحة وتقوّي الدافعيّة نحو طاعة الله -تعالي وتأخذنا إلي طريق النجاة والفوز بنيل رضا الله.

الأستاذ : إسماعيل مفتاح الشريف .

البلد : ليبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...