لهيب الروح
إدريس العمراني
يزورني طيفك كلما هب نسيم الهوى
كعطر فاضت بين أكوابه النسائم
يغمرني نبض الحنين و البعد و النوى
و يشنقني حبل الشوق و أنت به أعلم
رغم سنين العمر لم يغادرك الصبى
و لم تزدك السنين ألا رونقا و قوام
هل أخفي لهيب حبك و القلب اكتوى
بسهام رمتني بها اللحاظ و المبسم
يغار الشفق من لون الخدود إذا استوى
خجل تسمو به الوجنات و تنعم
لاموني في هواك و لم يعلموا
أن لومهم يزيدني فيك علة و أسقام
وهبت لك فوق النبض نبضا يكابد الجوى
و بين النبض و النبض لك وطن و مقام
أسكنتك الفؤاد فاخضرت جوانبه
و أينعت بداخلي عروش و أنسام
من عطر قافيتي صنعت لك إكليلا
و تاجا من نفائس الشعر لا يضام
كيف أنسى و هل في النسيان سلوى
و أنا ناسك في محراب العشق أتعلم
قبل رؤياك حسبت الهوى لهو و متعة
حتى صار جرحا بل هو أشد و أعظم
من رأى حالي يعرف أسرار هيامي
أخفي بين الضلوع هواك و أكتم
نهاري كليلي و الجرح بينهما استوى
حنين و شوق و حرمان و هيام
من أصيب مثلي كيف يخفي لواعجه
و هل يخفى داء يكاد جرحه يتكلم
ضمأ اصاب الوريد ليته ابتل و ارتوى
بخمر الشفاه فمتى كان خمرها محرم؟؟
أراك بعيون الولهان لا بعيون العدى
كأنك خلقت للحب و لك خلق الغرام
إدريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق