في معترك الحياة....
لقد علمتني الحياة أن لا أرى سوى الأشياء الجميلة...
حتى ظننت بأن الجمال هو الحياة. ما كنت لأرى
سوى أجمل الأشياء
لأنني ظننت أن كل شيء في الدنيا جميل.
لكنني سُرعان ما إكتشفت أنه كما يوجد الخير يوجد الشر وكلاهما لا يُكْملان المسيرة. لن تبقى سوى قوة الإرادة فالشر لن يدوم وكذلك الخير مثله.
لقد إكتشفت أن الحقيقة سُمٌ زعاف لمن يتخطونها لأنهم يختارون أشد الأشياء
شراً وسرعان ما تظهر عليهم علامات السوء
وسرعان ما يتلاشون
وتدور الحياة وتبقى الإرادة. في معترك الحياة تحصل أشياء كثيرة منها العدل ومنها البغي. هناك من يدّعون العظمة حاولوا مِراراً أن يُخفوا ظلهم لتصبح الشمس ملكاً لهم وحدهم لكنهم رضخوا لظلهم فأصبحوا لا مُنتمين. إذا نظرت في وجوههم ترى الآثار القديمة التي جَهِدوا كل الجهد لطمسها لكنهم باتوا في ليلهم سُكارى غير مُهتدين. هم ينصبون أمام الحقيقة هياكلا عظمية ليقولوا مات الخير وبقي العُنفوان....! لكنني أتساءل هل أصبح القوم فعلاً لا مُنتمون.؟ أسفي على نفسي أإلى قمم الجبال أرتقي أم أعيش في حمام يوناني قديم. إنني كلما تلفت يميناً وشمالاً لا أرى إلا تناقضات تُعانق بعضها فتنشر الضوضاء في كل مكان. أنا ما زلت حياً وها أنا أتوه في أزقة وشوارع المدينة أتنقل مرةً من بابها لسورها الخلفي الذي وراءه المجهول. لقد أجبرتني عاطفتي أن أخالط في مُعترك الحياة وأن أكون ذا سمع فقط دون أن انطق ولو كان النُطقُ همسا. هكذا أصبحت لا وجهت لي سوى العدول عن مشاركتي للمعترك وأفر بنفسي وأنظر من بعيد عساني ألتقي بطيف من الأمل
الذي ما زال في مُخيلتي فقط....
سالم المشني....
فلسطين...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق