العتال
ياخالقي..ياصانعاً مني حجر الزاويةِ
ياجاعلاً مني الموقد لإشتعالات ساكنيه
هل انا جبلٌ
مفروضةٌ عليهِ احتمالات الموت والحياة وسطوةِ الاقدار، واستمالات الفرحِ
والفرحُ زائل ؟!
أنا الجبلُ دون ارجلٍ ، المتماسك دون أعصابٍ ، الجبلُ الميت هنا الممتدُّ إلى
هناك...
على يديَّ توفر طعام العصافيرِ ، سكنتْ هنا وتكاثرت هنا ،ومازالت تكره منشأها..
وفوقَ راسي آثار قبائل عاشت هنا ،وازدهرت هنا ورحلت من هنا، حُباً بالحياة ، ومازالتٌ هذا الجبل..
أنا العتَّالُ..
قدري أن احمل حقائب القادمين والراحلين، والأجر قوت يومي..
أمتنع عن الطعام لأشتري الورق َوالقلمَ
لأكتب قصص المسافرين التي اسمعها منهم وأنا احملُ حقائبهمّ لأحلم أني دائماً بطل رواياتهم.
أموتُ في روايةٍ بطلاً وأفرح ، انتهي عاشقاً وأفرح..
أعيشُ الحياةَ بكلِّ احتمالاتها ،
أعشقُ الموتَ بكلِّ احتمالاته ، واصحو كلَّ يومٍ من موتٍ في رواية على ثيابِ العملِ المهترئةِ، والحبل الذي أحزم به حقائب المسافرينَ على ظهري
ومازلتُ هنا الجبل.
كل عام وعمال العالم بألف خير
سرى شاهين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق