قُلتُ أنا المهلهل
قصيدة بعنوان
كعوب المرمر
خِفِّي على قلبي الذي قد رفرفا
أوَلستِ تدري أنَّ قلبي قرقفا
ذاوِ على النَّهدينِ مثل حمامةٍ
غرقت بشربٍ والحليبُ تَذرَّفَا
سيري كما المجنونِ نحو عباءتي
وتدثَّريها العمرَ واسري أحرُفَا
مزروعةً كالحبقِ واروي تربتي
حيناً بماءٍ والبقيةَ شرشفا
بالجلدِ بالأمعاءِ بين دفاتري
بالشَّعرِ كثَّاً فوق صدري صفصفا
فإليك خَطمِيٌّ ويحضنُ سوسناً
هل يتركُ المُشتاقُ ثغراً جَرَّفَا
أرأيتِ سلوى والقميصُ بدا بها
شاشاً أبان جمالها المُدلَهِّفا
فإذا الهواءُ أمرَّ بعضَ نسيمه
لصقَ القميص وتارةً قد هفهفا
عصفاً من الآهاتِ أبردَ حرَّها
رغم النُّعومةِ جسمها قد أرهفا
أرأيتِ سلوى مرجها وخضارها
وجمالها المبسوطِ ظبياً أشرفا
حَدَّثْتُ قلبي عن صفارِ عيونها
أيكونُ من ورقِ الخريف لأعرِفا
أم أنَّهُ من حقلِ قمحٍ أصفرٍ
عَلَثَتْ عليه نسائمٌ فترفرفا
قد طاح كثبٌ مُجمرٌ ذو رجفةٍ
كالمرمرِ المرمي نضَّ وأخصفا
ويداها من لبنٍ كثلج هاطلٍ
في السَّاق يجري لاهثاً يتخفَّفا
مدهونةً حنَّاءَ وسطَ كعوبها
وغدا النَّبيذُ على البراجمِ مُلْفَفَا
فلففتها لفَّ النِّعاجِ لحملها
في ساعةٍ للصِّفرِ صاحت إغْرِفا
انتهى
بقلمي
تمّام طاهر سلوم الخزاعي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق