أيتها السمراء مزقي الستار
طال الغياب و قادني الشوق اليك
تعبت و زادني فيك تعب الإنتظار
و بين لوعة الانتظار و الشوق لا فرق
هواك تجرعته هم بالليل و ذل بالنهار
ترفقي بقلب لك وحدك يخفق
أزيحي غيم الغياب و مزقي الستار
لا تقولي أني مجنون في هواك و أحمق
فكلام الحمقى يا حبيبتي أصدق
أسألي النجوم و ليالي الأقمار
و اسألي رمال الشط إن كانت تنطق
اسألي جور الأيام و الأقدار
اسألي القلب الذي لا زال يخفق
لا تلوميني فحبك علي قد جار
أكل الأخضر و اليابس و لا زال يسرق
قادني هواك لطريق الخيبة و الانكسار
و ضاع مني كلام الرشد و المنطق
لو كان الحب يقبل يا حبيبتي التكرار
اعشقك ألف ليلة وليلة مثل شهريار
تمنيت أن أنام على محياك و لا أفق
يا شهرزاد الحب هكذا القلب ينطق
وجودك في الفؤاد هو ربيع المواسم
اسمعيه .و به ترفقي و ارفعي الستار
بين الصمت و الكبرياء و المسافة
تعذر بيننا الوصال و غاب الحوار
و أدركت عمق الحب و قسوة الانتظار
لبست ثوب الصبر مكرها دون اختيار
انت طريقي أنت نهاية المسار
بين صمت الليل و حديث النهار
تحملني إليك أمواج حب و أسرار
و كلما تاهت بي الظنون و الأفكار
توقظني أجراس الشوق إليك
لأجد نفسي في محراب هواك
ناسك متعبد لم اعشق في عمري
و لم تلهمني امرأة يا حبيبتي سواك
إدريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق