ربيعٌ غامضٌ
الموتُ يأتيكم هنا
يا أيّها الأعرابُ
في أحضانكم أفعى
القبورْ
ولما تمدّونَ النّوى
في واحةِ الموتِ المكلّسِ
ها هنا
وهنا ينامُ الفجرُ
فوقَ الظّلّ
في هولِ المنايا
والدّثورْ
في عالمٍ تنمو على أهدابِهِ
سفنُ المجازرِ
والإبادةِ
والمنايا
في ربيعٍ غامضٍ يبكي
على فجرٍ تكلّسُهُ نواميسُ
النّقيصةِ
والنّذالةِ
والدناءةِ
والتّخلّي
في ربيعٍ ينثرُ الأقمارِ
من عجفِ الرّداءةِ
والقصورْ
الموتُ ينظركُمْ هنا
خلفَ البوادي
والبراري
والجسورْ
وأنا أريدُ الآنَ
في أرضي هنا
جمرَ التّشبّثِ
والجذورْ
كي أنثرَ الأقوالَ
في حبقِ النّدى
من لحنِ أرضي
والأغاني
والمنافي
والورى
في حجرةِ الأقدارِ
كي نحيي العصورْ
فلما تنادونَ الجهالةَ
خلفَ أسوارٍ تهزُّ العزلةَ
الحمقاءَ
من هولِ القيامةِ
في اللظى
كي تقرأوا القرآنَ
والإنجيلَ
والتّوراةَ
والصّحفَ التي تنمو
على بحرٍ من القلمِ الذي
يحمي رمادَ الأرضِ
في وحي الكتابةِ
والسّطورْ
وأريدُ أنْ أحيا هنا في
ثورةٍ للمجدِ من صحفِ
المرايا في الدّجى
مع لهفةِ الأقدارِ
من وحي المرايا
والزّبورْ
في عالمي العبثيّ
يحيا في المنافي كلّما
جاءَتْ نسورُ الصّيفِ
للفجرِ المحنّى
من زيوتِ الأرضِ
في رمدٍ يغازلُنا هنا
وعلى جدارِ الفصلِ
تغتسلُ البحورْ
جمرٌ هنا
فجرٌ يغسّلنا على شطءٍ
منَ الأقمارِ يغذيهِ مدادُ
الأرضِ من شمسٍ ونورْ
وهنا ربيعٌ غامضٌ يحكي
إلى العنقاء أنوارَ الدّجى
وعلى جسورِ الثّورةِ
الشّمّاءَ ينكسرُ المدى
في شهوةٍ تحمي
جدارَ
الفصلِ من صبرِ
العذارى
والأيامى
في روابي الفجرِ
كي تحيا عرى الأنصارِ
من خصبٍ وبورْ
ماذا أقولُ على جناحِ
النّورِ من كفنِ المهاجرِ
والعروبةِ في اختزالِ
الموتِ من عرقِ النّوازلِ
والزّلازلِ
والرّواسي
والدّهورْ
موتٌ تباركُهُ الخيانةُ
في سهادٍ للمنافي يرتدي
ثوبَ القذارةِ
والرّداءةِ
والبذاءةِ
في احتضارِ الفجرِ
من سغبِ الرّدى
عربٌ وباعوا صولةَ
الأجدادِ في هوجِ
الحضارةِ والقِذى
وتجاذَبَتْ من ذلّهم
سفنُ التنائي عن عزيزٍ
يرتدي درعَ العروبةِ
والجذورْ
عربٌ تُرَاقِصُهُم ثنايا
الخيبةِ الأولى هنا
وتخوزقوا بينَ الرّداءةِ
مع دياجيرِ العداوةِ
في مدادٍ يحتسي
سمَّ العقاربِ في ربا
الأكوانِ من حصرِ المرايا
والخفايا مع نهودِ الليلِ
في ضرعٍ لخفّاشٍ يبدّدُ
طيفهمْ في واحةٍ تزجي إلى
الأقمارِ أحزانَ العواصفِ
والحبورْ
عربٌ هنا
والقامةُ الأولى تنادي
الفجرَ من عصفِ الورى
وهنا يباغتُهم
جريرٌ والفرزدقُ
في نداءٍ لن يبورْ
وعلى روابٍ من قضاعة
يهتدي سيفٌ لعنترةَ الذي
ينمو على عشبَ الرّجولةِ
والنّسورْ
يأتي إلى جرحي نزارٌ
من قصيٍّ في كنانةَ
ها هنا
نجمُ المنايا يرتدي درعَ
المروءةِ في ندى
الأكوانِ من صخبِ المنافي
في اغترابٍ لن يحورْ
وهنا يؤرّقُنا فضاءٌ
من جذوعِ الأرضِ تغزلُهُ
سلاطينُ التّنازلِ والفجورْ
مَنْ ليسَ تحملُهُ اليمامةُ
من ضفافٍ آخرٍ في يومِ
قارئةِ المدى
وأنا سأحيا مع توابيتِ
القيامةِ في قناديلِ المنايا
والصّدى
وأنا تناديني المخافرُ
في جرودٍ ترتدي من بحرنا
سفنَ الأماني والعبورْ
وهنا تناديني قبائلُ من
قريشٍ ترتدي سيفَ العروبةِ
من سما الأقدارِ
في زمنٍ يباهي النّورَ
من حفظِ الأمانةِ
في الصّدورْ
وهنا ربيعٌ غامضٌ
يهدي إلى سحبِ المدارِ
قصائداً من شعرِ
عنترةَ الذي يحيي
قدودَ الفجرِ من جمرٍ
لبركانٍ يثورْ
وابو فراسٍ ينتمي
للعزّةِ الشّماءَ من خفضٍ
تحنّيهِ المرايا كلّما
مسحتْ نواميسُ الحضارةِ
من ضلوعِ الشّمسِ
في ربا الأكوانِ من غضبٍ
لأنوارِ الصّدى
تمسي بعيداً عن رمادِ
العشقِ في رسمِ الأقاحي
والزّهورْ
وهنا انتصارُ الحقِّ
يلفظُ ريقَهُ
في زهوةِ الأقدارِ
من بوقٍ وصورْ
والفتحُ قادمُ مع سحبٍ
منَ الأشباحِ والفرسان
تحيا مع زهادِ النّورِ
في يومِ القيامةِ والنّشورْ
د٠حسن أحمد الفلاح

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق