خواطر وتأملات سليمان ... ( ١٨٥٤ )
" أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ "
الروم ٨
كل ذرة في هذا الكون تنطق وتقول انها لم تخلق نفسها وأن وجودها وحركاتها تحتاج لمن يوجدها و يحركها ...
ولو نظرنا إلى أنفسنا رأينا العجب العجاب في تكوين أعصابنا وتركيب أعضاءنا بهذا التناسق العجيب ، ثم هذا السر العجيب (الروح) التي تسري فينا من مشاعر وأحاسيس فرح أو حزن أو غضب ... الخ
كيف تنساب بهذه التلقائية حين نشاهد أي موقف نمر به فنفرح له أو نحزن عليه ...
النظر في أنفسنا وحده يعلن عن سر كبير فينا ، بل الوجود كله ينطق بوجود الله ...
بالنظر في أنفسنا نستشعر سر جلالة رهيب بقدرته وعلمه وصفاته بأنها كلها تنطق بالدلالة عليه سبحانه ...
بل كل ما نشاهده من نبات وشجر وثمر وزروع وسموات وأرض وكواكب وبر وبحر وماء محيطات وهواء ونار ورعود وبرق وجبال وأنهار يصرخ فينا ويقول ربي الله ...
أبسط ما ندلل به الآن هذه الحروف والكلمات التي نكتبها هي في داخلنا وفي عقلنا ولو لم تتحرك يدي لتكتبها فمحال أن تخرج إلى قارئها ، كذلك هذا الكون له خالق يحركه ويدبره ليكون كل شيء بهذا التناسق الرهيب الذي نراه ونلمحه ...
سليمان النادي
٢٠٢٤/١٢/٢٥

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق