موعد مع الحياة(قصةقصيرة)....بقلم الكاتبة وفاء غباشي


 موعد مع الحياة ..

...........................قصة قصيرة


و أمسكت  بقلمها بحركة هستيرية لم تعهدها من قبل.

كان القلم يصرخ عاصيا متمردا،  وعندما خضع لأناملها الرقيقة وبدأ ينزف مداده، وجدت الحروف خرساء لم تسمع لها صوتا، تئن وتبكي فوق السطور على ماض جرح قلبها.

أخذت تلملم شتاتها وتنظر فى مرآتها المكسورة وتتمتم وهى تبتلع أنفاسها: هل أنا بخير ؟!

أبصرت صورتها بها ندوب وشروخ.

نظراتها كانت شاردة تكسوها الحيرة والشجن وكأنها حائرة بين وعورة الدروب.

هى ترتجف وتبحث عن نفسها التائهة وعن حياتها الضائعة بين غيابات الزمن وفي أعين من حولها، علها تهتدي إلى نظرات مطمئنة تهدئ من روعها 

و تعيدها إلى مدارها.

بينما هى على هذا الحال المؤلم أحست أن شيئا يتخلل حياتها، وابصرت بصيصا من بريق يتخلل ثقوب الأمل و يهمس لها، انها باتت  على موعد مع الحياة.

بدأ هذا الإحساس الجميل يرتادها بعد ما رأته لأول مرة في قصر من قصور الثقافة في إحدى الأمسيات الشعرية، و هو  يلقي قصيدته الرومانسية وسط اعجاب الحاضرين من شعراء ومفكرين بروعة الكلمات 

و بإلقاء اكثر من رائع.

قالت بهمس:  ترى من هذا الفارس؟

من هذا الشاعر؟ من أين  هو يا ترى؟

 أدركت  حينها من لهجته الصعيدية انه من صعيد مصر. كان في العقد الخامس تقريبا من عمره، طويل  القامة أسمر اللون  قوى البنية، قد زادته ولهجته الصعيدية بهاء 

و وقارا.

احست أن شيئا ما غريبا يتخلل كل كيانها، وينزع قلبها منها عنوة، دنت منه ليوقع لها على الاوتجراف وهى تنظر إليه ولا تدري مالذي دهاها، فقد اعتلى وجهها الخجل عندما نظر إليها 

واخذت تهرول وتترك القاعة وتتساءل مالذي حدث لها وما هذا الإحساس الغريب تجاه هذا الرجل؟

وصلت الي منزلها وهى لاتدري ماذا تفعل حتى تتواصل معه وحتى تراه مرة اخري.

جلست تفتش عنه وعن كتاباته واهتدت إليه بعد عناء وتواصلت معه.

كان يرسل إليها بعض القصائد الجديدة حتى تقرأها وتشاركه الرأى فيها، واتحد الفكر والروح وعلت النبضات لتعلن عن مولد حب كبير.

 ونما الحب  و أزهر وملأ أرجاء الكون.

كتب فيها بعض قصائد الشعر أحست بحبه الجياش العنيف

 و رقة مشاعره.

كان حبا  برقة النسيم، و جمعت بينهما أجمل المشاعر 

لم تكن تعلم ماذا يخبىء هذا الحب  في جيب الأيام، هل هى أجمل الأحلام أم هى حياة صعبة المنال.

ترى ماذا يخبئ القدر ؟!

هل هما على موعد مع الحياة أم أن الحياة تبخل عليهما بالسعادة و الفرح؟!

و ظلت تجوب بنظراتها بين السماء والأرض لا تدري إلى أين تهبط بها طائرة الأحلام.

كانت  جد خائفة  ان تستفيق على صوت الواقع الذي يصم الآذان.

_____________________

بقلمي /وفاء غباشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...