همسات البشر كالشجر.. بقلم الأديب/د. علوي القاضي

 ... همسات

... البشر كالشجر

... اعددت قهوتي فمنذ فتره ليست بالقريبه لم أهتم بإعدادها الا هذه الليله وقد انتصفت حيث مزيد من السكون والهدوء والتخلص من صخب الحياه وضجيجها 

... اللهم إلا من بعض الازيز وحفيف أوراق الشجر المرابض علي باب منزلي 

... فقد قارب الشتاء علي توديع دنيانا ولكنه لايريد أن يتركنا بسهوله حتي يترك أثرا في نفوسنا ليظل عالقا باذهاننا وينذرنا بأنه سيعود يوما ما

... وهممت أن أطل من شرفة خلوتي من خلف ذلك الزجاج والستائر المسدله 

... فلمحت قمرا يشق كبد السماء بضياءه وكأنه يريد أن يخبرني أن الربيع قادم فلا داعي للقلق فهذه سنة الحياة لابد من بعد كل عسر يسرا  ومن بعد كل شتاء ربيعا ومن بعد كل ظلمة نورا وكلما إشتد ظلام الليل ٱذن بقرب الفجر

... وهنا تذكرت الحكيم الذي أرسل أولاده الاربعه كل منهم علي حده لوصف نفس الشجره في كل فصل من الفصول الاربعه ثم عادوا بكلماتهم المعبره 

... فوصفها أحدهم في الربيع أنها مزهره وذات رائحة عطره والآخر وصفها في الصيف أن لها ظلا يقي من لظي ووهج الشمس ولها ثمر يسد الجوع والآخر وصفها في الخريف بأنها تتنازل عن أوراقها وتنفضها عن كاهلها ووصفها الاخير أنها جافه في الشتاء لاثمر فيها ولا أوراق 

... هكذا البشر كالشجره في فصولها الأربعه 

... عدت الي مقعدي في خلوتي بعد أن أفقت من خيالي وقد انتهيت من إحتساء قهوتي وكلي يقين أن البشر كالشجر في فصوله الاربعه 

... فلا تحكم علي أحد في فصل واحد فالظروف تختلف والبشر هو البشر 

... الفصول تختلف وللبشر أطوار

... تحياتي ...

بقلمي د . علوي القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

واتى الجديد ((سنون وشجون))...بقلم الشاعر هادي مسلم الهداد

 وأَتى الجَديد ..!! (( سنونٌ و شجون..))  =====  ***  =====   سنونُ العُمرِ ياهذَا ضَبابا  بَكينا حَالمَا جئنَا..اغترَابا !   سَأَلنَا والصّد...