شجون.. بقلم الاديب/د. علوي القاضي

 ... شجون

... إنتصفت ليلتي ودخلت خلوتي وفي يدي فنجان القهوه المميز وبدأت في تشغيل المذياع وإذا بصوت المطربه فايزه تشدو ( بيت العز يابيتنا علي بابك عنبتنا ) وهنا وجدتني ابحث عن البومات ذكرياتي دون شعور ووقعت عيني علي صوري في بيت العز بيت العائله بكل ذكرياتي من طفولة الي صبا الي شباب الي كهوله الي شيخوخه ومر أمامي شريط ذكرياتي بحلوها وحلوها لأن ذكرياتي في بيت العز ليس فيها مرا أبدا

...وهنا هاجت الذكريات وفاحت رائحته في الغرفه وتعالت الاصوات من زقزقه العصافير علي الأشجار ومواء القطط وهديل الحمام وبطبطة البط وخرير الماء وصوت أمي يناديني وصوت أبي يعنفني تارة وينصحني تارة أخري وصوت أخوتي وأخواتي وتفاعلاتي معهم

... حينها شعرت وكان زلزالا أصاب خلوتي حتي أنني شعرت وكأني في مركبة الزمن الماضي وانفصلت تماما عن الحاضر 

... وكيف لا وبيت العز ( العائله ) بيت الأب والأم

... هو البيت الوحيد الذي أستطيع الذهاب إليه عشرات المرات بدون دعوة

... بيت العز هو البيت الوحيد الذي يمكنني أن أضع المفتاح في الباب وأدخل إليه مباشرة بدون إذن

... بيت العز هو البيت الذي به عيون محبة تنظر للباب حتى تراني

... بيت العز هو البيت الذي يذكرني باستقراري وسعادتي أثناء طفولتي ومراحل حياتي

... بيت العز هو البيت الذي كان حضوري فيه والنظر إلى أمي وأبيي رحمهما الله 

من باب البر يحسب لي صدقة وحديثي معهم لتفريحهم فيه ثواب

... بيت العز هو البيت الذي إذا لم أذهب إليه ينقبض قلب أصحابه وإن آذيتهم يغضب الله مني

... بيت العز هو البيت الذي به شمعتين احترقتا لتضيء لنا الدنيا وتملأ حياتنا بالسعادة والفرح.

... بيت العز هو البيت الذي سفرة الطعام فيه كانت خالصة لنا وليس بها أي رياء

... بيت العز هو البيت الذي إذا جاء وقت الطعام ولم نأكل 

ينكسر قلبي أبي وامي ويتضايقان.

... بيت العز هو البيت الذي كل مافيه من ضحك وسعادة يقدم لنا بلا مقابل

... فاعرفوا قدر هذه البيوت قبل فوات الأوان

... اللهم إني استودعتك مبسم عائلتي وقلبهم وصحتهم

... اللهم ارحم من كانوا يعمرونه بالحب والحنان ابي وأمي ومن توفوا من اخوتي و لا تريني في من هم احياء من إخوتي وأهل بيتي مكروها يبكيني 

... ربي استودعتك اغلى واحب ما املك زوجتي واولادي فاحفظهم بعينك التي لاتنام 

... تحياتي ...

بقلمي د . علوي القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شظايا الغياب...بقلمالشاعر محمد أكرجوط

 -شظايا الغياب- موجع غيابك حجب عني الإرتواء ولا قطرة تسد رمقي ولا نظرة تكفكف دمعي لتوقظني من غفوتي المشرعة على بياض القصيد  بلبلة حروفي  صدى...