متى يتحرر المنبر من الوعظ ؟!!
المقال ليس تعريضا بدور الإمام ولا إنقاصا من قدره ، و لكن المقال يرصد واقعا تشوبه الرداءة و الضعف ، حين يختزل دور أهم مركز تربوي تحصيني في أبسط أدواره .
حين يختزل دوره المنشود أتعجب أن يتحول الأئمة إلى وعاظ يجعلون من روائع تاريخنا و سير عظمائنا مجرد قصص يتسلى بها البعض من المنابر ، أن تلك الروائع كانت يوما ما حياة عملية ؛ صاعها منهج حكيم ، منهج صقل تلك المواهب لتكون نماذج تصنع الروائع ، نماذج نتٱسى بها.
لو استعرضنا جوانب من حياة الصحابة و التابعين و تابع التابعين لوقفنا على أثر ملموس لتلك التربية في الميادين ،يتفاعل مع الواقع ، كان رصيد تلك التربية الإيمانية أدوارا و نشاطات في تدفع إيجابي ، يغير الواقع السلبي و يؤثر فيه .
تميزت تلك التربية العملية بالشمول، شمل خيرها خير الدنيا و الآخرة، تناولت مظاهر الحياة جميعها، صنعوا بتلك نموذج حياة قوامها العدل .و العلم و العمل .
على أئمتنا تخطي قصص الوعظ لتربية حياتية واقعية ، لتربية ترفع الهمم ، تربية تعزز الانتماء لهذا الدين ، تربية تبني مستقبل مشرق بالعلم لا الدروش.
كانت بحق تربية تعالج مشكلات المجتمع ، تربية تسهم في تقويم انحرافات المخططات التي تحاك على المشاريع التربوية ، تربية تهتم بقضايا الشباب ، تربية تهتم بتربية الأسرة و رعاية البيوت ، تربية تعالج الآفات الاجتماعية ، نريد المنبر أن يكون منارة توجيه ، فالمنبر حقيقته بوصلة الأمة ، يوجه و يقوم و يصلح .
نسأل الله أن يصلح حالنا و حالنا أمتنا، لتعود لنا السيادة المغيبة و الأستاذية المفقودة.
الأستاذ حشاني زغيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق