قتل مع سبق الاصرار
******************
ليله من ليالي الشتاء البارده.داخل حجرتي والتي تبعثرت
في انحائها كل اغراضي الشخصيه..
حتي أوراقي التي تكاد تبدو بلا كلمات منمقه...
واقلامي هنا وهناك...كمن بعثرتها أيادي خفيه..
جلست قباله النافذه احتسي قهوتي...وأخذت نفسا عميقا من سيجارتي....دار بخلدي تلك الليله...
ارقب صمت الطريق من خلال نافذتي..طريق موحش
لا اثر لاي انسان سوي أصوات تبدو من بعيد غير واضحه المعالم..وهنا بعد نفد صبري من الانتظار قررت ارتكب جريمتي المضحكه..قررت أن اقتل...نعم اقتل..ذلك العدو الخفي الذي يمزق القلب ويسخر حتي من صمتنا الغريب
نعم الوقت....الوقت الذي يداهمنا يطول حينا ويقصر حينا
واحيانا يتلاشي فلا تشعر له باي وجود علي الاطلاق
ولكن كيف؟....لست من محترفي القتل لكنني حتما ساحاول
في هدوء قمت بترتيب حجرتي وكل شئ في مكانه الطبيعي
وجلست قباله النافذه ادخن سيجارتي...لحظات وانتفضت مسرعا... بعثرت كل أشيائي...فلم تتعود عيناي علي الهدوء وترتيب الأشياء....حتي القتل فشلت ان اكون قاتلا مع سبق الاصرار..
انها تلك النوازع الشيطانيه التي تحول الإنسان من طبيعته
التي جلب عليها.. لشخصيه ساديه عدوانيه حتي علي الزمن
اجل..تلك الحقائق الراسخه في العقل....في أيهما تسلك
ويبقي العداء بينك وبين الزمن والمسافه..
تأملت من خلف زجاج نافذتي ذلك الطريق الذي منذ ساعات قليله وكان يعج بكثافه مزدحمه من رجال ونساء واطفال..
لزم الجميع الصمت تضامنا مع جلال الليل وصمته..وليالي الشتاء البارده...
واتتني تلك الفكره التي تراودني كله ...النوم
اجل. وسريعا ما نبذت تلك الفكره من مخيلتي..
وانتظرت طويلا..ومازلت تلك الفكره تراودني..القتل
القتل اللذيد للوقت الملل القاتل
وبقيت احملق من خلف النافذه...وسمعت صوت العصافير تهل من بعيد...فقد بزغ نور الفجر...وهلت نسمات نديه
لحظات وبدا قرص الشمس يطل من بعيد من خلف الاغصان تطل خيوط الشمس...فتحت نافذتي اخذت نفسا عميقا.
واستدرت والقيت بنفسي علي الاريكه المجاوره ورحت في ثبات عميق..
**************
محمد المصري
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق