القربان.. بقلم الكاتب/علاء العتابي

 القربان………


نذرت مافي بطنها لأمهات الفقراء والمشردين، وهي تسمع آهات الثكالى تدفن أمام قرة أعينهن و فلذات أكبادهن تحت تراب سدادة موانع المياه يدفنها جبروت ظلم الاقطاعيين؛ فهذا يسرق مِن ذراعيها جدائل أحلام فتياتها الذهبية وذاك يطرز شيبات سطوته ببراءة حياة المراهقات وهي تسلب وشفتيها مازالت تمسك بلبن أمهاتهن!

سقت أبنها ترياق جور الجلادين وهم يسلبون تعب الكادحين؛ فهنا جلد المبجل طاعة الكادحين بسوط العبودية حتى سالت أرواحهم من بين سواقي دماءها؛ فكسرت طاعة الطاغي أظهر الصبية!

وضعته بين ذراعيها وهي تنعي له ترنيمة الفقر المدقع تداعب بدمعها طبلات أذنيه المترفة: بني عدوك عليل وسارق أحلام الجياع، يحبو بين يديها وشاخص أهدافه إشراقة أمل الطفولة تصبو إلى المحرومين من حنان أمهاتهم.

كبر على عينها ولم يطأطأ رأسه للظالمين؛ شاب وفي قبضة يدة جذوة برعم الثورة؛ بعد أن وضعت على عنقة خمارها الفضي وهو يهفهف فوق نجمات كتفيه اليمنى واليسار.

سار بعزيمته نحو قبلة المستضعفين فحررها عروس فلسطينية مِن برثن المتغطرس، تكالبت عليه عسلان الفلا من كل حدب و صوب وهو يرى بعينيه بريق المستضعفين؛ فرجع ليعفر تراب الوطن من براثن المستعمرين ، فقدح بعنفوانه نيران الثوره وكسر بقدميه خياشيم العبودية؛ وفتح بعزيمة ساعديه قضبان سجون الثائرين؛ فرجع إليها وبين يديه سندات شراء أرواح الفلاحين لترجعها الى قلوب أمهاتهم المكسورة ؛ أخضر زرعهم بباطن كفهم وهم يزرعون أرضهم على أعين زعيمهم.

رجعن إليها حاملات ببطونهن اجنة الجيل الجديد؛ لرد الدين وطرقن بأبها حتى نطقت السنتهن هذا رد الجميل سنضعهم صبيان وبنات ونسميهم كريمين وكريمات.

فغدا كريم عامل مصنع وغدة كريمة معلمة تمحوا بعلمها أمية الأمة؛ فوضع عبدالكريم دستور الأمل.

رفع رأسه عاليًا وبريق نجماته تشع الأمل بايقونة النصر حتى نصبت منجزاته وسط البلد بنصب الحرية وأصبحت منارًا للثائرين.


علاء العتابي

الولايات المتحدة الاميركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...