أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ان تكوني اما فهي طبيعة بشرية ان تعتني باولادك فهي ايضا طبيعة بشرية وان تحرصي على تربيتهم فدائما وفي نفس السياق هي طبيعة بشرية ايضا .
اما ان تكوني أما لأجيال متعاقبة ليوم القيامة وان تحملي على عاتقك مسؤولية إرشادهم لأرض السداد حريصة على تسلحهم بأفضل الأخلاق وأكرم الصفات وعلى درب خير منهاج وإختيار أفضل السبل والطرق للجنان فتلك مسؤولية لا تحض بها إلا من إختارها الله عز وجل لمكاتفة من حمل رسالة أثقل من قدرة الجبال و السماوات خص المولى بها خاتم الأنبياء وخير البشر صلى الله عليه وسلم.
أن يختارك الله عز وجل لتكوني شريكة خير ولد آدم و أمينة أسراره و راوية و موثقة أدق تفاصيل سنته ذلك لأنه سبق في علم الغيب أنك تحوزين على خير الخصال وأفضل الصفات وأنبل وأطهر شرف و أنقى سريرة و أعذب فؤاد .
امنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها التي رحل خير البشر صلى الله عليه وسلم من على صدرها لرحمات ملك السماوات إبنة صاحب الغار و رفيق الدرب وصاحب الرفعة و أهل الرضا .إبنة من سلالة نقية وعطرة صافية عبر عبق سيرتها و تضحياتها و نورها الأيام و الدهور خالدة في أعماق القلوب و مرفرفة بعلمها في دروب الباحث عن العلم و منهلا راقيا لتفاصيل السنة الشريفة العطرة .
إبنة الصديق و زوجة الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها نجمة خالدة منيرة مشرقة بين دفات الحياة و سابقة لأرض الخلود و الجنات و مرفرفة بإرتقاء في عالم السيرة المطهرة و الحديث و الفقه و الأحكام و زهرة في ساحة الإسلام و ريحانة مقدسة منبعثة من خيرة أنساب العرب و نور ساطع مشرق ينير البشرية لآخر الازمان.
هي الدرب الذي لا يخيب سالكه و المنهج الذي لا يندم متبنيه و النور الذي لا يضيع السائر في شعاعه المشبع بحكم الله و أحكام الشرع و فقه الحديث.
هي البحر الزخار الذي تلاطمت امواجه لا يضيع أبدا من خاض عبابه فإما ينعم برحلة أكيدة الوصول لجنة الخلد و إذا إجتهد نهل من قطراته رحيق الآيات وحلاوة السنن و هواء الخلود.
رضي الله عن امنا عائشة و عن أبيها و جزاها عن الأمة خير الجزاء.
محمد بن سنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق