على أشكالها تقع القلوب
من يستقبلني عند عتبة الوله
حين يرتفع إيقاع غربتي
وتنتابني الغيوم واللُّغُوب
من يفتح باب الوجد كي تصل
أناتي كالصدى كرجع الصوت
على جبل الذكريات ينأى
في المدى وإليَّ يؤوب .
تحاصرني نفسي بالسؤال :
لمن تكتب شتائل الموال ؟
لمن هذا البراح يقال ؟
والكون حاصرته المجاعات
والحروب ، هدّتْ دعائمه الكروب؟
جف حبر الخيال
وسكن الأفئدة الخبال !!!!!!
مدين أنا في عتمة الرؤيا للحياة
بسحر الجمال
أنا إن أضناني الهجر
وحاق بي بعد الأنس النسيان
يأسرني الشفق والغروب .
لا ماء في واحتي لا ورد للقادمين
لا أريج يفوح في راحتى للعاشقين
جذل يموت في حين ينوص الهبوب.
فمن لي بقلب كالمسك يحُبْني أصلَه
يهبني عطره
كي تطهرني في الهوى
ما خلفته الذنوب ؛
أنا الواجد المعنى هَمِيتِ كما المزن
شُحّاً وما رواني الطل الشروب .
بُرِيتُ للغرام للسلام للكلام عبدا
وسلطاني الدن متى عانقتني
بعد لأيٍ تلك الجُبُوب .
هو كأس الطلا مر مذاقه
إلاّ إذا اعترى الرشفة
اللحن الطروب.
أفّاك من يلوم أهل الهوى
سفاك من يعاتب أهل الجوى
والليل تاه في سواد شَعْرك
والنهد منك نازفا ينز كلما
لامست كفَّ الولع الندوب.
أظل أرقب الزّرياب ينهمر
من مقلتيك حين يستبد بك
الهم الدؤوب ،
فلا شفقة أناجيك ولكن الحب
يا عود البان إن سلا يوما
لا تخفيه العيوب ..
أظل أرقب الفرقد وقد خرجْتُ مني
لأراك، والجوزاء عطفا علي
وهبتني شهد الحروف
إن غبت عنك فالقلب لا يتوب ...
روق القول فيك يناديني في الحلم
وفي الصحو يستوطنني الشحوب .
يا خلي هلي بطلة ولا تكلي
ليس رسول الحرف نجما
ما لم تقرأ جراحه وصبوته
تتلو على صهوة الألم نبوءته
الأمم والشعوب،
وليس صبا من صبا وهفا
لما رف جفنه وما جفا
وانتشت الجيوب .
دنف هو من أزرى به البين
باتت تؤرقه الأشواق والشهوب ،
فاستف حرائق الروح
يجز أمانيه البثُّ
كالأغيد يرجو صحوا فلا يصحو
وقد نام في صدره الحلم المرهوب.
أسيت لحالي والدنيا صروف وبلايا
غدر ورزايا ،دم وضحايا
يحبط قدرَنا الناموس اللعوب ؛
لا تطلبي من الحنظل لبه
لا تطلبي من السجان قلبه
فهو سجين قبل المسجون
والضرير والمحروب.
قُدي قميصي فتمسكي بالدريس
كي يسترني إن أجَّ الخَلَدُ
وغنى من ألم طير الحب المحبوب .
لقد عهدتك تسعي لقربي
حين لفني الصد
ومن سهام اللألق هدني التجني
ومسحت رنّنةَ الدف
حناء َالكف من رباها الدروب ُ.
يا منية الروح من شفاهك
وامزجي بنت الليل بريقك
عله ينتشي النغم الطروب.
ها تيها ، هاتيها في وجهها شعاع
في تركها ضياع
في خدها وقار
في ثغرها الأمل المطلوب.
هاتيها أو دعيني في حيرتي
أراود حسرتي ، أداري لوعتي
إن حجبتها أهاتي
ونظرت إليك ساهما
فعيوني عما بي تنوب ...
ليت الذي أصابك بالصمت
قدر ما أصابني
لتعلمي ساكنة الحزن
أن الوطن مهما قسا
فتَراه يزهر حبا
من دمي ودمك المسكوب
تحدى سماء المحال
لتعلمي ساكنة الحزن
أن إيماني بالغد رجاء وإن طال
على حائط التمني انتظاري
وانكسارك وانكساري
سنكتب أنا وأنت نشيد العمر
لأجل الحياة ، لأجل حواء
لأجل القادمين من حقول القهر.
على أشكالها تقع القلوب.
محمد كابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق