طيور بلا اجنحه.
***************
كانت ملامح الفجر واندائه المتراكمه تطل من بعيد علي تلك الدار في الطرف البعيد من تلك القريه النائيه .
الظلام يحوطها من كل جانب الا من تلك الانوار الخافته والتي تبعث من ديار القريه والمتراصه بعشوائيه همجيه
لحظات وانطلق صوت المؤذن من اعلي المئذنه من المسجد الوحيد بالقريه.
نفر قليل يتحسسون الطرقات في الظلام للمسجد لاداء صلاه الفجر..كان الجو صيفي معتدل بنسمات الفجر النديه.
خرج أدهم وهو مشمر عن ساعديه المفتولتين شبابا وحيويه
خرج يدب بحذائه الغليظ الأرض وكأنه ذاهب الي مايحب ويشتهي..
بعد أن فرغ من صلاه الفجر اتجه الي داره..واخذ امه بين احضانه وقبل رأسها وسألها الدعاء..بكت الام بلوعه وشفقه
ورجته ان يبقي ..انسل من بين ذراعيها واتجه نحو أخيه الصغير ابن العاشره من عمره وهو يغط في ثبات عميق
قبله من جبينه..استيقظ الأخ ونظر الي أخيه متكاثلا
وهب نومه متسائلا..امازلت مصمما علي السفر اخي الحبيب
هز أدهم راسه بالايجاب.انتفض الصغير وارتمي حضن أخيه باكيا منتحبا..
انسل أدهم من بين احضان اخيه..واتجه مسرعا نحو الباب
وانطلق لا يلوي علي شئ.
انطلق من بين اعواد الذره اختصارا للطريق تجاه محطه القطار..كانت المحطه خاليه تماما لحظات واقبل القطار
جلس بجانب الشباك وتراءت أمام عينيه تلك الحقول الخضراء وكم تنقل بينها كأجير هنا وهناك يروي..ويزرع ويحصد مقابل قروش قليله الي ان فكر في الرحيل بحثا عن رزق أوسع حتي يوفر لأمه وأخيه الصغير حياه افضل.
لفحته نسمات الفجر النديه وجال ببصره بعيدا بعيدا ليرقب اسراب الطيور التي بدأت تطل مع نور الفجر .
تساءل.. عن تلك الروعه والجمال التي تحياها تلك الطيور فهي بحريه مطلقه تتنقل هنا وهناك دون قيود تقتات القليل
تسكن أعالي الاشجار .لا حسيب ..لا رقيب.
هناك ايضا انواع من الطيور تعيش وتحيا لكن بلا اجنحه
تعتلي القصور..وتناسوا القبور ..يعيشون ببزخ وينسون الفقير
تطل من اعينهم..نهم للحياه في بريق منطفئ المعاني.
يتلذذون بالسياده ويحقرون الفقراء...
مر الوقت مسرعا...لحظات وانخرط وسط جموع البشر في تلك الشوارع الواسعه والبنايات الشاهقه..والسيارات الفارهه.
وسرت وسط الزحام...الي اين..؟.لا أعلم.
تاهت احلامي..ضاعت امالي...وددت ان اكون كالطيور
ارفرف بأجنحتي وأعود الي بلدتي.
سرت...ولكن الي اين....؟؟..لا أدري!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق