إرباك.. بقلم الشاعر/جميل أبو حسين

 وجدانيات ......نثرية

إرباك

نامَ   الفِتْيَةُ  بِأَحذيتهم  وملابس  النهار

والرجل  تمدَّد   وحذاؤه   وسادة  له  عند  الباب 

والأم   لم  تبدّل  ثوبها  بثياب  النوم 

ولم  تجلس  امام  المرآة   تتأَمّل  وجهها

ولم تمسحه  ببعض الالوان   ، ولا  بأحمر  الشفاه 

ولم  تمشّط  شعرها  بمشطها   العريض 

لا  وقت  للمرايا 

لا  وقت  للأصباغ  والروائح 

تَتفقَّد  الشّمع  وعلبة  الكبريت  والفانوس الصغير  وزجاجات الماء  الصغيرة  

لا  وقت  

وقتٌ  اخر قادما ...تجهل  بدايته 

تتوقّعه 

تمشي  من  نافذة  الى  اخرى  تتفقدها

نظرة  ، نظرات  للشارع  والبيوت  وللسماء

حتى  اللحظة

لا  طائرات  تبدو 

عيونها  تعود  الى  وجوه  الممدَّدين 

لا  همس ، لا ثرثرة  ، لا بكاء 

تعود  للنوافذ   وادعية  ونداءات  برحمة   السماء

هذا  الوقت  للخوف وللقلق  وما  في  الشوارع  مِن اشباح 

لا  كلاب 

لا قطط

لا  فُرسان  

والخيول  أُسِرَت  ، كما   الخيّالة تبعثَرت  بالاتجاهات  المختلفة من بغداد  الى  الشام   ومدن الملح 

والنّيل  الذي  الذي  غيّرَ لَونه 

لا  وقت  للمرايا

فشُرب  الماء على عجل

والقهوة   اذا  تمكنّا  مِن  صنعها 

فشربها  والشاي على عجل 

لا  وقت   للمواعيد

ولا  مواعيد  للبحر  وعنده 

وقتها  لمذياع  صغير  

لا  وقت  للتفتيش عن محطة تبثّ  اغنية  رومانسية 

لا  وقت  للتفتيش عن  فضائية  تبث  اخبار النشرة الجوية

وقتها  لنشرة  اخبار  وعن الاخبار  العاجلة 

من  غزة  ،  من رام الله .، من القدس 

عيناها  عليه  ، تقترب منه ، تسأله

هل  انتَ نائم ؟

لا 

خائفة  انا 

وانا  .وخوفي  عليكم 

تمددي  بجانبي  ودعيهم  نياما

تمدّدَت  وقالت 

ضمّني  فأنا  خائفة 

وقبل  ان يضمّها 

دَوّى  صوت  انفجار 

لا  وقت  

وقتٌ يُحارب  وقتا 

صافرات الانذار  تدوي  في المستعمرات  القريبة 

لا  ملاجيء لدينا 

تشعل شمعة صغيرة 

تضمّ  صغارها  كقطة

فيضيع  بهاء  الوقت 

وقنابل  الصوت  والإنارة  غيَّبَت  هدوء الليل ونور القمر

وَعلَتْ  اصوات  انهيارات  الابنية 

** الكاتب جميل ابو حسين -- فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في غيابك..بقلم الشاعر د.توفيق عبدااله حسانين

 في غيابك في غيابك أحسستُ أنّه لا يأتي الربيعُ، ولا يُزهرُ الياسمين في غيابك كلُّ شيءٍ بخيرٍ باستثناءِ قلبي الذي شاخَ على أعتابِ الشوقِ والح...