اعـــــــــتذار
عذرا ياوطني..
لوكان أبي
طوفني فيك سبعة أشواط
كي أحفظك شبرا شبرا...
أحفر صورتك في قلبي...
أرسم خارطتك العظمى
درسا لا أنساه أبدا
وإن سدت دوني الأبواب...
ماكنت تركتك ياوطني
لوحوش الغاب...
عذرا ياوطني؛
لوكان أبي علمني
أن حبك رأس الأخلاق
و القيم المثلى أنت
وأنك أصل ألآداب...
ماكنت تركتك ياوطني
لوحوش الغاب...
عذرا ياوطني؛
لو كان أبي أخبرني
أنك ذاتي
تربتك جسدي
عذب ماؤك ذك دمي
نسائمك العبقة تلك روحي
اسمك اسمي وأنت نسبي
حين نتفاخر بالأنساب...
ماكنت تركتك ياوطني
لوحوش الغاب...
عذرا ياوطني؛
لو كان استاذي علمني
أن التاريخ عزة وطني
دوما حرا بتوحدنا لا لن يهن
وجهات الجغرافيا الأربع
مساحته وأنا فيه
أرفرف علما
أبني مجدا، قلما وكتاب...
ماكنت تركتك ياوطني
لوحوش الغاب
عذرا ، عذرا؛
لو كان استاذي علمني
كنت لن أرضى ياوطني
أن يدنس طهرك خزير...
أو يبيع عزك سمسار...
أن يمزق وحدتنا مرتهن..
او يحكمنا أفاك كذاب...
لكني أعتذر ياوطني..
قصّر استاذي و أبي
واشتعل الحرب كاللهب
فتقاطر الدم من الأهداب...
واليوم كيف نعتذر؟
وقد فاق الكرب الأسباب...
أنعتذر للوطن حين تركناه
لوحوش الغاب...
وذهبنا نجتر الماضي
والخطر ينهش فينا
دون حساب..
أنعتذر للطفل وقد مات
بالحرب أباه؟؟
أم نعتذر للثكلى وهذا المكلوم
وقد قتل ضناه؟؟
وما تُغني معذرة
لمن فقد كل الأحباب؟؟...
وماتغني معذرة
لمن فقد كل الأحباب...؟؟
بقلمي
محمد الرازحي "رزوح"

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق