أمي...
وليلة فيها القمرْ
بدرا، رأيت وجه أمي
لامعا مثل الدررْ،
عادت بي الذاكرة
نحو الصّغرْ
نحو البراءة النقيّة النظرْ
نحو الصبى، نحو الفراغ من كل العبرْ
من كل شيء كاتم صوت المطرْ،
نحو الحنان، نحو خبز الفرن، شرب الشاي،
تحت أغصان الشجر
جنب الحظيرة التي فيها، كانت تحلب ماعزا،
نعاجا ثم البقر،
قلت بأعلى صوت:
مساء الخير يا حلوه
مساء الحب يا طفله
تدللى وأرخي أسدل كل شيء
ترينه سيزعج البراءة
التي شدت فؤادي وأشجاني،
وعلقت أحاسيسي ووجداني،
فكانت نغمة زانت بألحاني
فصرت لست من أكون
فلا الفؤاد لي أصلا،
ولا هذا كياني
دعيني أرشف الهوى منك يا نسمه
أذوق الحب ألحانا ونغمه،
أحس النبض في قلبي
كبركان، كزلزال، كضوء نجمه
أذوب في لظى الفراق
أرى روحي ملاكا في شذى العناق
وأمتص الرضى من فاك كالترياق،
صباحا، عشية، ودلجه
وعند كل إشراق،
أقول يا حبيبتي
صباح الخير يا حلوه
صباح النور يا عذبه
صباح الحب،
صباح الربح يانسمه.
وقد سئلت مرة
من أجمل النساء؟
فقلت أمي ثم أمي ثم أمي؟
هي من يسأل عني
هي من يحمل همي
هي كل واقعي وجل ظني
منها نبات أعظمي
ليف لحمي،
هل في النساء مثل أمي؟.
عبد الكريم بورزيق شاعر الزرقاء .
29/03/2023

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق