الإختيار.. بقلم الاديب/د. محمد المصري

 (الإختيار)

************

تتسم الحياه بكثير من الغموض المغلف باللوغريتمات والكيميا 

وتري الأمور بزوايا مختلفة. 

هذا بالفعل ماحدث. 

البداية ..صالة الإنتظار بمطار القاهرة الدولي كانت تحتسي فنجانا من القهوة تتلفت في جميع الأتجاهات كمن تبحث عن شئ ما.

يبدو عليها شئ من الارتباك لكنها متماسكة. زائغة النظرات كمن تبحث عن شئ ما ولكن دون جدوي..

أخذت أرقبها بحذر ..فتاة علي مايبدو في الاربعين من عمرها..جميلة الوجه أنيقة الملبس. 

لم يقطع السكون سوي صوت المذيعة الداخلية وهي تنادي أن نتوجه صوب الطائرة..

قامت بهدوء تجاه الممر الداخلي نحو الطائرة .

تتبعتها بهدوء الي أن استقلينا الطائرة .وكم كانت دهشتي

فقد استلقت نفس الطائرة التي استقلها والأغرب أنها بالكرسي الملاصق للكرسي الخاص بي. 

كنت أجلس بجانب الشباك. رأيتها تنظر إلي خلسة وهي مرتبكة 

وتسألني بأدب جم أن تجلس بجوار النافذة فلم أمانع بالطبع. 

وكانت البداية..!!!

دموع تتساقط في هدوء وصمت فما كان إلا سألتها في تردد

أهل من الممكن أن أقدم أي خدمة ممكنة..نظرت الي نظرة لن أنساها بقية عمري..نظرة مغلفة بالريبة والشك تارة...وتارة أخري يغلفها الشفقة والرحمة وتارة تساؤل واستفسار..مجموعة من النظرات المتلاحقة غلفتها بابتسامة تائهة ضائعة بين دهاليز الحياة

أومأت برأسها علي أن انتظر حتي تهدأ انفاسها المتلاحقة وتستجمع شتات افكارها الضائعة ..

ابنتي..تركتها هناك...أجبروني عنوة أن أترك ابنتي حتي أنال حريتي..

كان أصعب إختيار مر بي طيله حياتي...

تزوجته بعد قصة حب كبيرة ..انجبنا خلالها طفلتنا الوحيدة

إلي أن تدخل أهله في حياتنا بطريقة سافرة ولم يترك لي الخيار 

كيف أعيش..إلي أن وصلنا لطريق مسدود بعد تذوقت العذاب من والدته..وقررت الإنفصال والعودة إلي وطني. 

وكان الأختيار..إما البقاء بشروط والدته وأهله..وأما الرحيل وحيده بدون إبنتي..تحملت وبقيت. أعاني من جبروت أهله..ألي أن حانت اللحظة ولم أعد أتحمل..

قررت الرحيل...لأنجو بنفسي من هذا الجحيم..

ومسحت أخر دمعة سقطت من عينيها..وسقطت مغشية عليها..

قدر ..أحمق الخطي..ذلك العاتي المجهول..

**************

محمد المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...