وأتى الصباحُ وشقَّ ظلمًا كبلا
لما قدمتَ بكلِّ صقرٍ هلَّلا
وتحطَّمتْ أحلامُ كسرى دائما
بالحزم سلمانٌ لها قد أفشلا
أرضُ السعيدةِ زغردت أعلامُها
وتصافحت تلك الروابي أذهلا
غنتْ لها ولكَ السماءُ وشمسُها
وتوَحدتْ يمنٌ فدمتَ مبجَّلا
لكَ في القلوب محبةٌ قد صاغها
سيفٌ على الأعداءِ كمْ قدْ جندلا
قاتلت بالأخلاق ترقى مبهرًا
تسمو بها نحو العلا من كلًّلا
سيَّرت في كلِّ البلادِ قوافلًا
أعجزتَ حاتمَ والكريمَ الأكملا
ترعى الشهيدَ وللجريحِ علاجه
ومضيتَ بالأيتام كنت الكافلا
ووليُّ عهدك سُطِّرتْ أمجادهُ
بالنقش غيثٌ في الصخور تهاطلا
شبلٌ ومِنْ ذاك المهابِ عرينه
لله درُّكَ كمْ أذقتَ الأرذلا
سنخوض بحرًا إنْ أمرت تكرمًا
انهض بنا فمن الذي سيقولُ لا
فخرٌ لكلُّ العادياتِ بصبحها
وقدومك الزاهي أمات الباطلا
يومُ الفلاحِ تخضبتْ أروى لكم
نصرٌ عزيزٌ أنت وحدك قبلا
وتغزلتْ بلقيسُ تصبغُ شعرها
والورد يصنعُ للعيونِ الأكحلا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق