قفص ذهبي
كنتُ أبحث عن هدية صغيرة لحفيدي زيد، هدية تحمل شيئًا من البهجة والبهاء.
خطر ببالي أن أهديه عصفورًا،
فالعصافير دوماً رمز الفرح والبراءة.
دخلتُ محل الطيور،
فاستقبلتني أصوات الزقزقة،
لكنها لم تكن زقزقة فرح…
كانت أشبه بنداء استغاثة يرنّ بين أسلاك الحديد.
اقتربت من أحد الأقفاص،
نظرت في عيون العصافير،
فوجدت فيها شيئًا لم أجده في أي كتاب… وجدت الشوق إلى السماء.
قلتُ لصاحب المحل:
ألا ترى أن هذه الطيور سجينة؟
أليس من حقها أن تطير كما خُلقت؟
ابتسم ابتسامة متعبة، وقال:
يا عم، هذه مهنتي…
لو أطلقتها،
من أين أعيش؟
صمتُّ لحظة، أتأمل الطيور وهي تتقافز في مساحة ضيقة،
كأنها تحاول أن تقنع نفسها بأن هذا القفص هو العالم كله.
في تلك اللحظة،
لم أرَ أسلاكًا فقط،
بل جدران سجن.
تذكرتُ أن الحرية ليست رفاهية،
بل حياة.
تذكرتُ أن الذهب لا يغيّر من حقيقة القفص، وأن الطيران لا يشبه أي كنز على الأرض.
مددت يدي إلى جيبي،
ثم أعدتها فارغة.
ابتسمتُ لصاحب المحل،
وقلت بهدوء:
شكرًا…
لن أشتري عصفورًا يُهدي لحفيدي السجن بدل السماء.
غادرتُ المحل،
وفي رأسي بدأت تتشكل حروف روايتي الجديدة:
قفص ذهبي…
عن كل من يعيش خلف الأسلاك وهو يظن أن القفص هو العالم.
سالم غنيم
حكواتي الوجدان الشعبي
رواية قفص ذهبي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق