جحيمُ الموتِ
د٠حسن أحمد الفلاح
لا لنْ يمدِّ العابرونَ إلى ترابي
من حبالِ الموتِ أنواراً تضيءُ
الكونَ من دمِنا المخضّبِ عندَ
أسوارٍ تقطّعُ عروتي الوثقى هنا
وهنا على حقلِ المنافي نرتدي
درعَ الأماني على ترابِ حقولِنا
نمشي الهوينةَ في جحيمٍ
لا ولا لا يستكين
وأنا أحاكي العشقَ في فجرٍ
قديمٍ أو جديدٍ في مسارِ
العابرينَ إلى بلادٍ
في صحارينا هنا
وهنا ثباتُ الموقفِ الحصريّ
في صلدٍ ولينْ
فالموتُ يحصدُهم ويؤويهم
إلى نارٍ تحرّقُهم بسهمٍ
من طيورٍ تحملُ الأحجارَ
من عرقِ اليقينْ
لا لن يعانقَهمْ ضبابُ الفجرِ
من شهدِ المدى
فالموتُ جمرٌ صاخبٌ يردي
بسهمِ اللهِ في وطني هنا
أعناقَهم وأنا الجحيمُ على
ثغورِ النّصرِ أنتظرَ
الطّغاةَ الغاصبينْ
وأنا ترابٌ من جهنّمِ أنتمي
إلى سعيرٍ لن تلينْ
وهنا على رمدِ الثّرى
تنمو على صخبِ الصّدى
قممٌ منَ الثّوّارِ فوقَ الأرضِ
تحتَ الأرضِ في عبقِ النّدى
والموتُ ينظرُهم هنا
وهنا سهامٌ من طيورِ الحقِّ
يرسلُها إلهي في فضاءٍ
للمنايا في ربانا كلّما عشقَ
الغمامُ على ترابِ القدسِ
أنفاسَ الحنينْ
وهنا رمالُ البحرِ في شطءٍ
لغزّةَ ترتدي من شهوةِ الرّعدِ
سهاماً من فولاذِ الأرضِ
يعصرُهُ المنونْ
هيّا إلى موتٍ سيأتيكم هنا
في أرضِ غزّةَ من جحيمِ الثّائرينْ
وأرى الجحيمَ تسعّرَتْ أركانُها
في أرضِنا تحيي مدادَ الحقّ من
رمقِ الشّهيدِ على سحابٍ
يرسلُ الأمطارِ من هولِ اللظى
وهنا على أرضي عناقُ الصّابرينَ
على مدادٍ من أعاصيرٍ تهزُّ الكونَ
من حينٍ لحينْ
وهنا على بركانِ غزّةَ
يرتدي الثّوارُ أحزمةَ الحياةَ
على سراجِ الفجرِ
من غضبِ السّنينْ
وهنا أرى جمراً منَ الأهوالِ
ترميهِ جذورُ الأرضِ من عبقِ
الجراحِ إلى عرينِ الضّفّةِ
الخضراءَ من هولٍ يكبّلُهُ
حصاري في جنينْ
جرحي هنا
ورمالُ يافا غايتي الكبرى
على جنحٍ يكابدُهُ كفاحي في
انتصارِ العاشقينْ
وهنا سيأتي في المدى
سيفٌ لخالدَ مع صلاحِ الدّينِ
تحملُهُ رياحُ الفاتحينْ
حيفا خصابٌ في دمي
وهنا على أرضٍ لبيسانَ التي
تحيا على شفةٍ لنهرٍ
من جنانِ الخالدينْ
وهنا تشهّيْتُ انتصارَ الحقِّ
في صخبٍ لصوتِ اللهِ
في أرضٍ لغزّةَ ها هنا
والنّصرُ آتٍ في مدادِ
جهادِنا وهنا يكلّمُنا الملاكُ
على سحابٍ في روابينا هنا
وعلى جدارِ الفصلِ
ينتصرُ النّدى
وهنا تعانقُنا سماءُ اللهِ
في فجرٍ لغزّةَ كي تردَّ إلى
سهولِ الأرضِ من عشقِ
النّوارسِ لحننا الأزليّ
في نورِ انتصاري ها هنا
وأرى جدارَ العشقِ في حطّينَ
يحكي في فضاءٍ تحتمي فيهِ
صحاري الصّمتِ من سقمِ الأنينْ
وسوارُ أرضي يرتدي درعَ
الصّمودِ على جحيمِ الوقتِ
في غضبِ الصّواري
والحصونْ
وهنا معَ الأنفاقِ نحيا
كي نردَّ القدسَ من رجسٍ
هجينْ
من بحرِنا الغربيِّ تأتينا
العواصفُ والزّلازلُ
في رياحٍ من ربا حيفا
يخضّبها السّنونْ
وهنا الجليلُ خلاصةُ
العشقِ المحنّى من دمِ
الشّهداء في أرضي
التي تحيي ضريحَ الغاضبينَ
على سحابٍ يعصرُ الأمطارَ
من غيومٍ أو مزونْ
وهنا الحجارةُ سوفَ تحكي
للمرايا ها هنا خلفي عدوُّ اللهِ
يختبيءُ هنا
فتعالَ يا نسرَ الجهادِ إلى هنا
ولتقتلِ الأوغادَ في سهمِ
المرايا والتّنينْ
د٠حسن أحمد الفلاح