اللغة العربية
هىَ المفاخِرُ بيْنَ الناسِ والأممِ
وأصلُ مدرسةِ الأخلاقِ والقيمِ
لو أنَّ أمَّتَـها تدرِي شرافَـتَها
لانقضَّ مضجعُـها مِن عزةِ الهممِ
يكفيكَ مفخرةً وحىُ الكتابِ بها
قد جاءَ مِن صاحبِ الإحسانِ والكرمِ
فيها البيانُ الذي يرقَى بأنفُسِنا
إلى العلا بجمالِ الحرفِ والكَلِمِ
عَدُّ العلومِ بها عشرٌ ويتبعُـها
اثنانِ ، فاقْرأْ معِي إنْ شئتَ واغْتنمِ
علمُ اللغاتِ كذا التصريفُ فاستمعوا
نحوٌ بديعٌ معانٍ فيه كالعلمِ
علمُ العروضِ قوانينُ الكتابةِ، زِد
علمَ القوافي ، فخُذ ما جاءَ مِن قِدَمِ
إنشاؤُنا خطبًا ، علمُ الرسائلِ قُـلْ
علمُ القراءةِ ، ذاكَ التاجُ فَاسْتلمِ
هذِي العلومُ تجلتْ جاء يتبعُـها
محاضراتٌ وتاريخٌ فخذ حِكمي
فقهُ الشريعةِ مبنيٌّ على لغةٍ
وذاكَ جوهرُهَا للعُربِ والعجمِ
إهمالُنا لغةَ القرآنِ مَنقَصةٌ
وباعثٌ لمزيدِ الشؤمِ والنقمِ
هُـوِيّـةٌ لجميعِ المؤمنينَ ؛ ألَا
نرَى لَهَا البُرءَ مِنْ هجرٍ ومِن سقمِ ؟
قومُوا لنجْدتها واسعَوا لنهضتِها
وذاكَ حَمدُ الإلهِ الواسعِ الحكَمِ
الضّادُ مهمَا تناسَيْنَا محاسِنَهَا
فسوفَ تبقَى ـ وربِّي ـ أكبرَ النعمِ
وإِنْ خجِلتُ فمِنْ قاضٍ وداعيةٍ
يُضيِّعانِ جلالَ الشَّكْلِ والكلمِ
لو شئتَ أبدعَ ما تحويهِ من دُررٍ
فمُدَّ كفَّكَ ، واغْنَمْ وارْضَ وابْتسمِ
عكاظُ قِبلةُ رهْطٍ أكرمِينَ ، فقُلْ:
لولا الفصاحةُ تلك السوقُ لم تقمِ
أقسمتُ باللهِ ، مهما قلتُ لستُ أفِي
أمَّ اللغاتِ فلا تعذل وْ لا تَلُمِ
جميعُنا عربٌ نفدِي شريعَتَنا
بالروحِ قبلَ عظيمِ المالِ والرحمِ
كلُّ العلومِ لدينِ اللهِ خادمةٌ
أكرِمْ بمنزلةٍ قَعساءَ للخدمِ
لكنَّنَا صارَ فينَا الجهلُ مُحتكِما
فلانزالُ حيارَى ، آخرَ الأممِ
ضلَّ البَنونَ فقالُوا : الغربُ وِجهتُنَا
فأصبحُوا بينَ مفتونٍ ومُنحطِمِ
حتَّى عقيدتُنا ، حتَّى مظاهرُنا
دُسَّتْ سمومٌ لنا فِي خالصِ الدسمِ
صارَ الحَفِيُّ بإِرثِ العُربِ مُتّهمًا
أمّا سِواهُ فمعصُومٌ مِنَ التّهَـمِ
شعرُ العمودِ إلى حريةٍ ، زعمُوا
أنْ سوفَ يخلُدُ رغْمَ الضعفِ والسَقَمِ
ما الحرُّ إلا الذي لِلجذرِ منتسِبٌ
يَا ويْحَهُ العِقدُ ؛ أضحَى غيرَ منتظمِ
شتانَ بينَ أصُولِيٍّ ومبتدِعٍ
حاشَا يُدانِيهِ فِي عزٍّ وفي كرَمِ
قالوا : تحرَّرْ ، ودينَ اللهِ قد قصدوا
أنْ ينعتُوهُ " عَلِيًّا غيرَ ذي شمم "
الحمدُ للهِ ؛ إذ للحقِ أرشدَنا
لولا الهدايةُ صلَّى الناسُ للصنَمِ
الحمدُ اللهِ ؛ بالقرآنِ أصلَحَـنا
وزادَنا شرفًا بِـ النونِ والقلمِ
بقلم الشاعر السيد العبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق