لن تمسك الأرض....بقلم الشاعر مهدي خليل البزال


 لن تمسِكِ الأرضُ. 


تكادُ الجِبالُ   تجمعُ الخضبَ عينَها 

لتروي  أخاديدَ  الزّمانِ  خِضابَها .


ويجري عقيقها  دما من حضيضِها 

روَاها استَراحَت بعدَ غيٍّ  أصابَها .


وكلٌّ  أرادوا   سَبيَها ،  ماتَ   قلبُها 

الذي كانَ يُجري نورَها في  هِضابِها .


تراها  تَشيبُ  قبلَ  حينِ  أوانِها 

تهاوَت وضاعَت واستكانَ شبابُها .


لجورٍ يفوقُ الرُّوحَ يوحِشُ مهدَها 

تراءَتْ  جنوناً خلفَ  عُبِّ  ضبابِها .


ورغمَ  ارتِواءِ الغيثِ  تلفِظُ جهْلَها 

تشظَّتْ  لهيباً في احتراقِ  عُبابِها .


سألتُمْ لماذا  لم يُراعوا  شؤونَها

وفيها نبيٌّ  خاتَمٌ  خطَّ حِجابَها .


وفيها  وليُّ  اللّهِ   كرَّمها  بهِ 

فذاكَ  وليدُها  استَمَدَّت  رحابَها .


وكمْ زارَها الوحيُ السَّماويُّ كاملاً

وأهدى  علومَاً  في  نقاءِ  سَحابِها .


ولكنَّها   ضَجَّتْ   لحُمقِ  رعيلِها

وكانَ  صُراخُ الطِّفلِ  بعضَ  جوابِها .


يَئِنُّ   النَّهارُ  من  شظايا  تُصيبُهُ 

لماذا  أرادَ  المجرِمونَ  عِقابَها. 


 تجَلَّتْ  بهاءً  حيثُ  ألقى وصيّةٌ 

 تحنّتْ وقد كانَت  بعزِّ  خِصابِها .


تُنادي  إلهي لو  تُراعي ضِعافها 

لضيرٍ عجيبٍ حلَّ فيها   أصابَها .


ألا  يَنزِلُ  الخيرُ  الكثيرُ لأهلنا 

لنحيا كِراماً في ظِلالِ رِضابِها .


قُتِلنا  وعبئُ العيشِ  يُثقِلُنا  فلا

فُتاتُ  طحينِها  يفُكُّ  صِعابَها .


ولا غيثُ  ماءِ  الوجهِ  يكفي 

لفَكِّ الأحاجي في حِكارِ   حجابِها .


ولن  يُمسَكَ الرِّزقُ الوفيرُ لخلقه ِ 

سيأتي خلاصاً  كي  يُعيدَ  ثوابَها .


الشاعر مهدي خليل البزال. 

ديوان الملائكة 

الرقم الإتحادي 037 /2016.

4/5/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل اقول قصيدة؟....بقلم الشاعر علي الهادي عمر أحمد

 هل أقول قصيدة في مدح من يحلو لدي الحديث أم أتغنى بالحروف عشقا في ذكر من بالقلب يسكن الوريد وتظل أحرفي ترقص فرحا في هوى من جعل القلب عبيد وي...