لن تمسِكِ الأرضُ.
تكادُ الجِبالُ تجمعُ الخضبَ عينَها
لتروي أخاديدَ الزّمانِ خِضابَها .
ويجري عقيقها دما من حضيضِها
روَاها استَراحَت بعدَ غيٍّ أصابَها .
وكلٌّ أرادوا سَبيَها ، ماتَ قلبُها
الذي كانَ يُجري نورَها في هِضابِها .
تراها تَشيبُ قبلَ حينِ أوانِها
تهاوَت وضاعَت واستكانَ شبابُها .
لجورٍ يفوقُ الرُّوحَ يوحِشُ مهدَها
تراءَتْ جنوناً خلفَ عُبِّ ضبابِها .
ورغمَ ارتِواءِ الغيثِ تلفِظُ جهْلَها
تشظَّتْ لهيباً في احتراقِ عُبابِها .
سألتُمْ لماذا لم يُراعوا شؤونَها
وفيها نبيٌّ خاتَمٌ خطَّ حِجابَها .
وفيها وليُّ اللّهِ كرَّمها بهِ
فذاكَ وليدُها استَمَدَّت رحابَها .
وكمْ زارَها الوحيُ السَّماويُّ كاملاً
وأهدى علومَاً في نقاءِ سَحابِها .
ولكنَّها ضَجَّتْ لحُمقِ رعيلِها
وكانَ صُراخُ الطِّفلِ بعضَ جوابِها .
يَئِنُّ النَّهارُ من شظايا تُصيبُهُ
لماذا أرادَ المجرِمونَ عِقابَها.
تجَلَّتْ بهاءً حيثُ ألقى وصيّةٌ
تحنّتْ وقد كانَت بعزِّ خِصابِها .
تُنادي إلهي لو تُراعي ضِعافها
لضيرٍ عجيبٍ حلَّ فيها أصابَها .
ألا يَنزِلُ الخيرُ الكثيرُ لأهلنا
لنحيا كِراماً في ظِلالِ رِضابِها .
قُتِلنا وعبئُ العيشِ يُثقِلُنا فلا
فُتاتُ طحينِها يفُكُّ صِعابَها .
ولا غيثُ ماءِ الوجهِ يكفي
لفَكِّ الأحاجي في حِكارِ حجابِها .
ولن يُمسَكَ الرِّزقُ الوفيرُ لخلقه ِ
سيأتي خلاصاً كي يُعيدَ ثوابَها .
الشاعر مهدي خليل البزال.
ديوان الملائكة
الرقم الإتحادي 037 /2016.
4/5/2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق