لحنُ العروبةِ
سأرمي فضاءَ البوادي بسهمٍ
يحرّكُ فجري النّديّ
ويمسي حنيني خصاباً
يشدّ المساءَ لوجهِ الخريفِ
المحنّى بشهدٍ
ليمشي إلى ضفتينِ هناك
ويرسمَ وجهَ البلادِ رويداً
ويمشي لأرضٍ
تحنّي دماءَ الشّهيدِ
بزيتٍ خضيلٍ كشعرِ العذارى
رويداً فإنّي كغيمٍ
يُهنّدُ خصرَ الضبابِ
بسيفٍ يعلّقُ صمتاً وئيداً
ليرمي سراباً بسيفٍ
يغمّسُ خبزاً غريباً
هناكَ يمسّدُ وجهَ المنافي
ليرمي إلينا مداراً خفيّاً
يئنُ الصّباحُ لعشقٍ
تغرّدُ فيهِ طيورٌ لأرضٍ
تصوّبُ جسراً لنمشي عليهِ
بلحنٍ فريدٍ يراودُ عشقي
ليمسي الغريبُ غريباً وحيداً
كلونٍ يزيّنُ شمسَ المدادِ
ليشعلَ فجري شموعَ الغيابِ
ويأخذَ ليلي سحاباً يحنّي
خصابَ المرايا
ليمسي بعيداً
يمسّدُ وجهَ الدّروبْ
حنيني يراودُ عشقي
ينامّ الشّهيدُ على خصرِ أرضي
يقبّلُ وجهَ التّرابِ هناكَ
ويمسي وحيداً يؤبرُ خوفي
يفتّتُ جمرَ السّرابِ ليحيا
كفجرٍ ، ونهرٍ لعينٍ
تهزُّ شراعَ المنايا هناكَ
وكلُّ النّجومِ سماءٌ لأرضي
وأرضي سماءٌ
تُهنّدُ شمساً لخصرِ المنافي
خريفي يزيّنُ وجهَ الضّبابِ
بنعشِ الخُرافةِ عندَ الغروبْ
وإنْ كانَ ليلي خصابَ الحجارةِ
وعشبَ الحروبْ
هناكَ ستأتي أساطيرُ
جمري المحنّى بزيتِ الأماني
وسرُّ البقاء حجارةُ عشقي
لشطءٍ يمدُّ شراعَ الغيوبْ
ونصرٌ قريبٌ
يحنّي جنازةَ طيفٍ بماءٍ
ليحملَ جفنَ الصّباحِ لطفلٍ
ينامُ هناكَ بحضنِ المسيحِ
وكانَ الخريفُ سحاباً
يلاقي نجوماً على عاتقيَّ
ليقسمَ أنّ الضجيجَ يمرُّ الهوينى
على كتفِ شمسٍ
تنادي البحارَ لشعبٍ يهزُّ عروشاً
ويكسرُ خوفاً لطفلٍ يهزُّ قصوراً
لينمو الفضاءُ هناكَ سريعاً
لعشبٍ يزيلُ الغموضَ
ويرمي الوجومَ
وكلّ الجسورِ فصامٌ غريبْ
وبرقٌ يوزّعُ ومضَ المنايا
ورعدٌ يؤبّرُ سرّاً خفيّاً
ليمسي البعيدُ قريباً كرملٍ لبحرٍ
يمدُّ رحيقَ الخطوبْ
وأطفالُ غزّةَ سهامٌ تجوبْ
تلاقي سحاباً على الخافقينِ
لتحملَ طيفَ المدادِ القريبْ
ويمسي الجراحُ نحاساً
يشدُّ عناقي لأرضٍ
تباغتُ نبضَ القلوبْ
وكلّ الحمامِ حمامٌ
يهزّ بصوتٍ
يرمّمُ جرحاً بملحٍ
يغنّي الحمامُ لغزّةَ لحناً
يخيفُ المنافي
يهزُّ الملوكَ بصوتٍ صخوبْ
جهنّمُ تحيا على أرضِ غزّةَ
لتحكي قصيداً لفجرٍ
ينادي سراجاً لهولِ القيامةِ
لغزّةَ تحيا بلادٌ
وتمسي بلادٌ خرابَ الحروبْ
وغزّةُ تحيا على حضنِ أمٍّ
وأمٌّ تهزُّ شموعَ السّماءْ
وأطفالُ غزّةَ وجهُ القوافي
ونورُ الحقيقةِ
ونورُ البقاءْ
على أرضِ غزّةَ لحناً جديداً
يغنّي الملاكُ نشيداً
ولحناً فريداً
يزيّنُ جسرَ العبورِ لأرضي
بلحنِ العروبةِ
جمراً يهنّدُ سيفاً لقدسي
ليحيي فضائي قبوراً
تهزُّ الوجودَ صباحَ مساءْ
ومكّةُ تحيا على أرضي
لأنّ الإلهَ هناكَ
يؤسّسُ نصراً جديداً
وإنّ الإلهَ خصابٌ لعشقي
وعشقي يبلسمُ وجهَ الفضاءْ
وغزّةُ حقٌّ حقيقٌ
تحنّي العروبةَ جمراً وماءْ
يقيمُ الإلهُ سحاباً
ليروي التّرابَ دماءْ
ويبقى الإلهُ عريناً لغزّةَ
ليجمعَ شرقاً وغرباً
ويزجي سحابَ الشّمالِ جنوباً
يوحّدُ جمرَ القيامةِ فجراً
وعندَ الغروبِ يهزُّ السّماءْ
د٠حسن أحمد الفلاح